البرهان أم كامل إدريس؟.. أزمة الشرعية الدستورية في السودان
مقالات _ النورس نيوز
البرهان أم كامل إدريس؟.. أزمة الشرعية الدستورية في السودان
✍️ بقلم: أسامة عبد الماجد – النورس نيوز
لا يزال السودان يعيش واحدة من أكثر مراحله ارتباكًا في تاريخه السياسي، حيث تغيب ملامح النظام الحاكم بوضوح: هل هو نظام رئاسي؟ برلماني؟ أم صيغة هجينة عائمة بلا إطار دستوري محدد؟
منذ التجربة الأولى لـ”قحت”، التي نزعت صلاحيات واسعة من مؤسسة الرئاسة لصالح رئيس الوزراء عبد الله حمدوك، وصولًا إلى التعديلات الأخيرة التي أعادت بعض السلطات إلى الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ظلّت علاقة الرئاسة بمجلس الوزراء ملتبسة وغامضة.
اليوم، يظهر البرهان ممسكًا بمفاتيح السيادة، بينما يسعى رئيس الوزراء كامل إدريس إلى تعزيز نفوذه وتوسيع صلاحياته لتشمل حقائب سيادية حساسة. وتبرز أزمة جديدة مع اقتراب اجتماعات الأمم المتحدة، حيث يُطرح احتمال أن يمثل السودان وفدان مختلفان يقودهما كل من البرهان وكامل، في مشهد ينذر بإحراج دولي عميق.
الأزمة في جوهرها ليست مجرد صراع شخصي بين البرهان وكامل، بل انعكاس لفراغ دستوري وتضارب مؤسسي يفتح الباب أمام نزاعات متجددة حول “من يحكم وكيف؟”.
التجربة السودانية أثبتت أن النظام البرلماني لا يتلاءم مع واقع الأحزاب الضعيفة والانقسامات الأيديولوجية، فيما يظل غياب الحسم حول طبيعة النظام – رئاسي أم مختلط – هو العقبة الأكبر أمام الاستقرار السياسي.
الخلاصة: السؤال لم يعد “من يحكم السودان؟”، بل “متى سيُحسم شكل الحكم، وتوضع الأمور في نصابها الدستوري الصحيح؟”











