
تحليلات: القوات المسلحة تكثف جهودها في الفاشر وتعيد رسم خطوط الدفاع
متابعات _ النورس نيوز _ تستمر المواجهات المسلحة في مدينة الفاشر، وسط تحولات استراتيجية مهمة من قبل القوات المسلحة، بعد سلسلة من الانسحابات والتموضع داخل المدينة، في خطوة تعكس تغيّر أسلوب القتال نحو تعزيز الدفاعات الداخلية والسيطرة على الأحياء الرئيسة.
التحركات الأخيرة على المحاور المختلفة
شهدت الأيام الماضية تغيّرات بارزة على عدة محاور في المدينة:
- المحور الشمالي: انسحبت القوات المسلحة من مخيم أبو شوك إلى جنوبه، ما سمح للمليشيا بالسيطرة على الجزء الشمالي.
- المحور الشمالي الشرقي: شهد انسحاب القوات من حي ديم سلك إلى الحي التالي غربًا، مع إعادة تموضع دفاعي للقوات المسلحة.
- المحور الجنوبي الشرقي: استمرت المناوشات في سوق المواشي لأربعة أيام متواصلة، حيث تركزت العمليات بين تقدم المليشيا وعمليات تمشيط القوات المسلحة داخل السوق.
- المحور الجنوب الغربي: شمل إخلاء سجن شالا ومعسكر الاحتياطي المركزي، وهو محور مفتوح بالكامل ويشكّل موقعًا حساسًا للمليشيا، التي حاولت السيطرة عليه عدة مرات قبل أن تنجح مؤخرًا بعد انسحاب القوات المسلحة.
طبيعة المحاور وأهمية كل موقع
- المحاور الشمالية والشمالية الشرقية كانت لفترة طويلة خطوط دفاعية مفتوحة، اعتمدت المليشيا خلالها على الهجمات من الخارج دون القدرة على التوغل داخل الأحياء، بسبب تحصن القوات المسلحة. ومع الانسحاب الأخير، سمحت هذه التحركات بدخول المليشيا للأحياء الطرفية.
- المحور الجنوبي الشرقي يُعتبر من أعرق محاور الصراع، خاصة بعد مقتل لواء المليشيا علي يعقوب في يونيو 2024، وشهد تصعيدًا مؤخرًا حتى شرق سوق المواشي، حيث تمكنت القوات المسلحة من تمشيطه والاحتفاظ بالسيطرة.
- المحور الجنوب الغربي يختلف لكونه مفتوحًا بالكامل، ويضم سجنًا فارغًا ومعسكرًا مكشوفًا، ما جعل السيطرة عليه أولوية للمليشيا، خاصة أن الارتكاز في هذه المنطقة يوفر غطاءً لسلاح المدفعية والمدرعات للقوات المسلحة.
توقعات استراتيجية الجيش في الفترة المقبلة
تشير التحليلات إلى أن القوات المسلحة غيرت إستراتيجيتها الدفاعية خلال الأيام الثلاثة الماضية، متخلية عن الجبهات المفتوحة والتركيز على القتال داخل الشوارع. الخطوة تعكس رغبة الجيش في:
- سحب المليشيا إلى داخل المدينة لزيادة صعوبة تحركاتها.
- تعزيز صلابة الدفاعات الداخلية بدلًا من التوسع على الأطراف.
- الحفاظ على الذخائر والقوى البشرية وتقليل قدرة المليشيا على الاستنزاف في المحاور الطرفية.
وتوضح المعطيات أن القوات المسلحة تتفوق في القتال داخل الشوارع، كما يتضح في المحور الشرقي، حيث فشلت المليشيا رغم دعم مرتزقة من أمريكا الجنوبية ودول أفريقية في إحراز أي تقدم ملموس خلال العام الماضي. ويبدو أن التغيير الجديد في الإستراتيجية خطوة محسوبة لتعزيز القدرة على الصمود في حرب الشوارع، مع توقعات بأن تكون القوات المسلحة قادرة على الحفاظ على مواقعها الداخلية لفترة طويلة.











