تحقيق خاص: خيوط سرية تربط مالك مانشستر سيتي بحرب السودان
متابعات _ النورس نيوز _ ليلٌ ثقيل يخيم على مدينة الفاشر، آخر معقل رئيسي للنازحين في إقليم دارفور. أصوات القصف تتردد في الأفق، والمستشفيات الميدانية تعج بالجرحى، بينما يحاصر مقاتلو مليشيا “الدعم السريع” المدينة من جميع الجهات. وسط هذا الجحيم، تتكشف خيوط شبكة دعم دولية مثيرة للجدل، تصل حتى قلب الدوري الإنجليزي الممتاز.
تحقيقات نشرها ميدل إيست مونيتور وصحيفة نيويورك تايمز، مدعومة بمصادر استخباراتية أمريكية، تكشف عن صلة وثيقة بين منصور بن زايد آل نهيان، نائب رئيس دولة الإمارات ومالك نادي مانشستر سيتي، وقائد مليشيا الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي).
وفقًا للمصادر، استُخدمت جمعيات خيرية تشرف عليها أبوظبي كغطاء لتهريب طائرات مسيرة وأسلحة وذخائر إلى قوات الدعم السريع، تحت ستار المساعدات الإنسانية. اعتراضات هاتفية منتظمة بين الطرفين عززت الشبهات حول وجود دعم مالي وعسكري مباشر، يساهم في إطالة أمد الحرب التي اندلعت في أبريل 2023.
الأمم المتحدة وصفت هذا النزاع بأنه “إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية في الذاكرة الحديثة”، حيث قُتل عشرات الآلاف، بينهم نحو 15 ألف من قبيلة المساليت في هجمات ذات دوافع عرقية، ونزح أكثر من 8 ملايين شخص، فيما تواجه مناطق واسعة من السودان خطر المجاعة.
التحقيقات تشير إلى أن الإمارات لم تكتف بالدعم المالي، بل وفرت طرق إمداد غير رسمية شملت مقاتلين أجانب، وتعاونًا مع مجموعة فاغنر الروسية، إضافة إلى تهريب الذهب السوداني لتعزيز نفوذها الاقتصادي والسياسي. ويرى محللون أن هذه التحركات تهدف إلى السيطرة على الموانئ الإستراتيجية على البحر الأحمر، إضافة إلى الأراضي الزراعية والثروات المعدنية.
الخطورة لا تتوقف عند حدود السودان، إذ يحذر خبراء من أن هذه الارتباطات قد تشكل انتهاكًا صريحًا لقواعد “اختبار الملّاك والمديرين” في الدوري الإنجليزي الممتاز، التي عُدلت عام 2023 لتشمل استبعاد أي مالك متورط في انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان.
في الفاشر، ومع استمرار الحصار، تؤكد التقارير الميدانية أن الأسلحة التي تُستخدم لقصف المدينة مصدرها شحنات قادمة من الإمارات. ملايين المدنيين هناك ينتظرون مصيرًا مجهولًا، فيما يحذر مراقبون من أن العالم قد يشهد مجزرة جديدة على مرأى ومسمع المجتمع الدولي.











