توجيهات رسمية من البرهان لإنقاذ الذاكرة التاريخية للسودان
الخرطوم – النورس نيوز
في خطوة تعكس التزام الدولة بالحفاظ على الموروث الثقافي وحماية الهوية الوطنية، أجرى رئيس مجلس السيادة الانتقالي، الفريق أول عبد الفتاح البرهان، زيارة ميدانية إلى متحف السودان القومي بوسط الخرطوم، للوقوف على حجم الأضرار التي لحقت بالموقع نتيجة الأحداث الأمنية الأخيرة، ومتابعة الجهود المبذولة لحصر القطع الأثرية المفقودة ومراجعة السجلات الخاصة بها.
وخلال الزيارة، أصدر البرهان توجيهات رسمية بمعالجة الأضرار وتسريع عملية إعادة تأهيل المتحف، بجانب تقديم الدعم الفني والإداري اللازم لاستعادة الآثار المفقودة وضمان حماية المخزون التراثي. وأكد أن حماية الإرث التاريخي السوداني تمثل “قضية وطنية تمس وجدان كل السودانيين”، داعيًا إلى تعبئة الجهود الرسمية والشعبية لتحقيق هذا الهدف.
وتأتي هذه الخطوة في ظل تصاعد القلق الشعبي والمطالبات بحماية المواقع الأثرية التي تواجه تهديدات متزايدة نتيجة الصراع المسلح، لا سيما في العاصمة ومناطق النزاع. وتشير تقديرات مبدئية إلى فقدان أو تضرر عدد من القطع النادرة نتيجة غياب الحماية الكافية في بعض المواقع الأثرية.
ويعتبر متحف السودان القومي واحدًا من أهم رموز الهوية الوطنية، إذ يضم مقتنيات تعود إلى حضارات نبتة ومروي والممالك النوبية، إضافة إلى آثار مسيحية وإسلامية تمثل تنوع وثراء التاريخ السوداني. ويعكس تضرر المتحف حالة الانكشاف الثقافي التي تعاني منها البلاد في ظل استمرار النزاع.
وقد شدد البرهان خلال جولته على أن الحفاظ على الذاكرة التاريخية مسؤولية وطنية مشتركة لا تحتمل التأجيل، مطالبًا الجهات المختصة بتكثيف عمليات المراجعة وتوثيق الأضرار، والعمل على إشراك المنظمات الثقافية والدولية في دعم جهود الاسترداد والترميم.
وتُعد هذه الزيارة رسالة سياسية تؤكد أن التراث الثقافي السوداني ليس ترفًا حضاريًا بل عنصرًا أساسيًا من عناصر الوحدة الوطنية والهوية الجامعة التي يجب صونها مهما كانت التحديات.











