أخبار

التحويلات المصرفية تنهش الجوعى.. أزمة حقيقية بسبب عمولات بنكك في الدلنج 

متابعات- النورس نيوز

التحويلات المصرفية تنهش الجوعى.. أزمة حقيقية بسبب عمولات بنكك في الدلنج 

 

 

الدلنج – النورس نيوز

في مشهد يجسد أحد أوجه الأزمة الإنسانية المتفاقمة في السودان، تشهد مدينة الدلنج بولاية جنوب كردفان أوضاعاً مأساوية غير مسبوقة، في ظل حصار مزدوج تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية – شمال، أدى إلى توقف سلاسل الإمداد وندرة حادة في الغذاء، بالتزامن مع ارتفاع عمولات التحويل عبر تطبيق “بنكك” إلى نسب خيالية بلغت 65%، ما وضع السكان على شفا المجاعة.

 

 

 

 

 

الحصار العسكري المفروض على الدلنج أدى إلى شلل كامل في حركة التجارة، وغياب تام للسلع الأساسية. تجار ومواطنون تحدثوا عن خلو الأسواق من مواد مثل البصل والفول والتوابل، فيما تجاوزت أسعار المتاح حدود المعقول: كيلو السكر بـ35 ألف جنيه، وصابونة الغسيل الصغيرة بـ15 ألف، ما جعل الكاش وسيلة النجاة الوحيدة في بيئة لا تعترف بالتعاملات الإلكترونية.

 

 

 

 

 

وكشف مواطنون عن اعتماد معظم الأسر على التحويلات البنكية من أقاربهم بالخارج، إلا أن ارتفاع العمولات المفروضة عند سحب الأموال من تطبيق “بنكك” – والتي بلغت في بعض الحالات 65% – جعل القيمة الحقيقية لتلك التحويلات تتآكل، ما أدى إلى حرمان آلاف المواطنين من الحصول على احتياجاتهم الأساسية. وأوضحت المواطنة خولة بابور أن أغلب التجار لا يقبلون الدفع الإلكتروني، مما يحصر خيارات الشراء في النقد فقط، وهو ما يعجز عنه الكثيرون.

 

 

 

 

وقد أصبح الجوع ضيفاً ثقيلاً في معظم المنازل، حيث كشفت تقارير محلية عن لجوء بعض العائلات، لا سيما الأرامل، إلى خلط دقيق الذرة بالماء الساخن لإطعام الأطفال، وسط غياب الحليب وأي بدائل غذائية. وتكافح بعض التكايا والمبادرات المحلية لتوفير وجبات يومية، لكنها تواجه صعوبات كبيرة في ظل انعدام الموارد وارتفاع أسعار المواد الخام.

 

 

 

 

ويذكر أن الطرق التي كانت تُستخدم لتهريب البضائع إلى المدينة عبر الجمال أو “التكاتك” توقفت تماماً، بعد أن تحولت إلى مناطق اشتباكات دائمة. ووفق شهادات محلية، فإن عدداً من المهربين فقدوا حياتهم، بينما صودرت بضائع آخرين، ما أجبر بقية الموردين على الانسحاب، تاركين خلفهم فراغاً قاتلاً في سلاسل التزويد.

 

 

وتعيش الدلنج ضغطاً إضافياً نتيجة تدفق أعداد كبيرة من النازحين من مناطق مجاورة مثل هبيلة والتكمة، حيث تحولت المدارس إلى مراكز إيواء مكتظة، ما فاقم من أزمة الخدمات الأساسية، في وقت لا توجد فيه أي بوادر لحل قريب.

 

 

 

 

تُعد أزمة التحويلات البنكية مجرد حلقة ضمن سلسلة كوارث إنسانية تعصف بمدينة الدلنج، وسط غياب ملحوظ لأي تدخل حكومي أو منظمات إغاثة دولية. ويخشى مراقبون أن يؤدي استمرار هذا الوضع إلى كارثة إنسانية وشيكة، إذا لم تتم معالجة الأسباب العميقة للحصار وتفعيل برامج الإغاثة الطارئة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى