إنفراجة إنسانية في القاهرة.. الإفراج عن الشاب السوداني محمد نور بعد تضامن واسع

إنفراجة إنسانية في القاهرة.. الإفراج عن الشاب السوداني محمد نور بعد تضامن واسع

القاهرة – النورس نيوز

أفرجت السلطات المصرية، مساء الأحد، عن الشاب السوداني محمد النور، الذي أثار توقيفه تعاطفاً كبيراً في الأوساط السودانية والمصرية، وذلك بعد حملة تضامن إنسانية وقانونية قادتها مبادرة “مَدَدْ” الحقوقية، بمشاركة الباحثة والصحفية المصرية الدكتورة أماني الطويل، وتعاون كريم من قسم شرطة الطالبية والنيابة العامة المصرية، الذين راعوا حالته الصحية الدقيقة كمريض بالسرطان.

وكان محمد النور، وهو طالب لجوء مسجّل لدى مفوضية اللاجئين ويعاني من ورم سرطاني بالغدد اللمفاوية من نوع “هودجكن ليمفوما”، قد تم توقيفه مؤخراً في مصر، مما أثار حالة من القلق وسط أسرته ومتابعي حالته الصحية، خاصة وأنه كان يخضع للعلاج في مستشفى الأهرامات التخصصي بمحافظة الجيزة.

نداء عاجل واستجابة رئاسية

الدكتورة أماني الطويل نشرت مناشدة إنسانية مباشرة للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، مطالبةً بتدخله العاجل لإنقاذ حياة محمد النور، وأكدت أن استجابته جاءت سريعة وفعّالة، ما يُحسب للمؤسسة الرئاسية المصرية في مراعاة البعد الإنساني للقضية. وقالت الطويل في منشور لها: “محمد خرج إلى بيت أهله ليستكمل علاجه.. نشكر الاستجابة الرئاسية، ونثمّن دور السفير السوداني بالقاهرة عماد عدوي وطاقم السفارة لمتابعتهم الدقيقة”.

تقدير سوداني للموقف المصري

الجالية السودانية في مصر عبّرت عن امتنانها العميق لكل من ساهم في إيصال صوت محمد النور، مشيدةً بموقف الحكومة المصرية، وأجهزة العدالة، التي تعاملت مع الملف بقدر كبير من الرحمة والإنسانية، بما يعكس عمق الروابط بين الشعبين السوداني والمصري.

وفي منشور رسمي على صفحتها في فيسبوك، قالت الجالية: “نتوجّه بالشكر لكل من ساند ونشر وتفاعل مع قضية محمد النور، من السودانيين والمصريين، ونخص بالشكر كل صوت نبيل رفض ترحيله ودافع عن حقه في العلاج والحياة الكريمة”.

رأي الطبيب المعالج

من جانبه، أكد الدكتور حسين همام، استشاري أمراض وأورام الدم والمناعة وزراعة النخاع العظمي، أن محمد النور يعاني من ورم سرطاني في الغدد اللمفاوية، وأوضح أن “تقييم الاستجابة للعلاج بعد الجرعة الثانية كان ممتازاً، ما يعني ضرورة استكمال البروتوكول العلاجي كاملاً دون أي انقطاع”.

قضية إنسانية تكشف عمق التضامن

قضية الشاب محمد النور أعادت إلى الواجهة أهمية تمكين المرضى من استكمال علاجهم، خاصة اللاجئين والمقيمين في ظروف إنسانية حرجة، وسط مطالبات متزايدة بتخفيف القيود الإدارية على الحالات الصحية الاستثنائية، وتوفير ممرات آمنة للعلاج والرعاية الطبية.

الإفراج عن محمد النور لم يكن فقط انتصاراً قانونياً، بل كان انتصاراً للأصوات النبيلة التي تجمعت دفاعاً عن حياة إنسان.. ليعود إلى أسرته وهو يحمل أملاً جديداً في الشفاء، مستنداً إلى موجة تضامن عابرة للحدود.