
إبراهيم جابر: يوضح ما هو رأس أولويات المرحلة في الخرطوم
متابعات _ النورس نيوز _ أكد عضو مجلس السيادة الانتقالي، مساعد القائد العام للقوات المسلحة، ورئيس اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين إلى ولاية الخرطوم، الفريق مهندس إبراهيم جابر إبراهيم، أن المرحلة الحالية تقتضي التركيز على أولويتين أساسيتين تتمثلان في استتباب الأمن الكامل بولاية الخرطوم، وإعادة تشغيل الخدمات الأساسية، تمهيدًا لعودة الحياة إلى طبيعتها وتعافي العاصمة من آثار الحرب.
وخلال مخاطبته لقاءً جماهيريًا عفويًا نظمه المواطنون بمنطقة بحري على شرف زيارته لولاية الخرطوم، بحضور عضو مجلس السيادة الدكتورة سلمى عبدالجبار المبارك، ووزير الداخلية، ووالي الخرطوم الأستاذ أحمد عثمان حمزة، قال الفريق جابر إن اهتمامه الشخصي، إلى جانب جهود اللجنة العليا التي يرأسها، ينصب على دعم مرافق المياه والكهرباء والصحة بالولاية، وهي الجهود التي ظلت مستمرة منذ اندلاع الحرب وستتواصل بوتيرة أعلى خلال المرحلة المقبلة، بهدف تسريع العودة الطوعية للمواطنين إلى منازلهم ومناطقهم.
وأشار الفريق جابر إلى أن ولاية الخرطوم باتت اليوم تنعم بوجود قوات أمنية متخصصة ومدرّبة، تعمل على حفظ الأمن وحماية ممتلكات المواطنين من أعمال التخريب، مؤكّدًا انتشار الارتكازات العسكرية والأمنية في عدد من المناطق الحيوية بالولاية. وشدد على ضرورة الالتزام بسيادة القانون، وعدم اللجوء إلى أخذ الحقوق باليد، مشيرًا إلى أن استعادة هيبة الدولة وتحقيق الأمن مسؤولية جماعية تتطلب التعاون بين المواطنين والقوات النظامية.
وفي ما يتعلق بعودة الخدمات، أكد الفريق جابر أن السودان وطن عزيز لشعب عزيز، لا يمكن لأي حكومة أن تفيه حقه من التقدير على ما أبداه من صبر وتحمل ودعم مستمر للقوات المسلحة والقوات المساندة لها في مواجهة المليشيات الإرهابية التي عاثت فسادًا في البلاد. وقال إن الحكومة تعمل بجد لتوفير الاحتياجات الأساسية وتهيئة بيئة كريمة لعودة المواطنين، مشيرًا إلى أن محطات المياه والكهرباء بدأت تدريجيًا في استعادة نشاطها، مما يستوجب من المواطنين العودة والمشاركة في دعم تلك الجهود والمساهمة في حمايتها والحفاظ عليها.
ودعا سيادته المواطنين إلى ترشيد استخدام الموارد والخدمات التي بدأت تعود تدريجيًا، مؤكدًا أن العودة الجماعية للسكان تسهم في تسريع استعادة الإمدادات وتسهيل مراقبة الأداء على الأرض، داعيًا إلى تعزيز التواصل بين المواطنين والسلطات المحلية لتحقيق الأهداف المنشودة.
من جهته، عبّر والي ولاية الخرطوم، الأستاذ أحمد عثمان حمزة، عن ترحيبه بزيارة وفد اللجنة العليا بقيادة الفريق جابر، مؤكدًا أن الفريق إبراهيم ظل على تواصل دائم مع الولاية، سواء قبل تحريرها من التمرد أو بعد ذلك، وقد أسهم بفعالية في إرسال القوافل والدعم اللوجستي في مختلف المجالات. وأضاف أن هذه الزيارة تأتي استكمالًا لجهود إعادة الإعمار التي انطلقت، مؤكدًا أن المرحلة الحالية هي مرحلة عمل لا شعارات، وتتطلب تضافر كل الجهود الرسمية والشعبية لإعادة الخرطوم إلى موقعها الطبيعي كعاصمة وطنية قوية ومنتجة.
وفي إطار الزيارة الميدانية، وقف الفريق جابر، برفقة الدكتورة سلمى عبدالجبار المبارك، على سير العمل في مشروع تأهيل كبري الكنجر على طريق الجيلي، كما تفقدا فرق الكهرباء التي تعمل حاليًا على صيانة محطة كهرباء الفكي هاشم، حيث أثنى على جهود العاملين، وحثهم على تسريع وتيرة العمل لإعادة التيار الكهربائي إلى المناطق المتأثرة في أقرب وقت ممكن.
وعبّر عدد من المواطنين خلال اللقاء عن ارتياحهم للزيارات الميدانية والاهتمام المتعاظم الذي توليه القيادة الانتقالية لملف استعادة الخدمات، معتبرين أن هذا التوجه يؤكد وجود إرادة سياسية قوية لإعادة ترتيب الأوضاع المعيشية، والتأسيس لمرحلة جديدة من البناء والتعمير، خاصة مع بدء عودة الأسر تدريجيًا إلى منازلها، ووجود بوادر واضحة لتحسن الأوضاع الأمنية والخدمية في عدد من الأحياء.
تجدر الإشارة إلى أن اللجنة العليا لتهيئة البيئة لعودة المواطنين، والتي يرأسها الفريق جابر، تشكلت بقرار من مجلس السيادة، وتضم في عضويتها ممثلين من الوزارات السيادية والخدمية، بهدف الإشراف المباشر على عمليات إعادة الخدمات إلى ولاية الخرطوم، ووضع خطط مستدامة لضمان استقرار الأوضاع وحشد الموارد اللازمة لإعادة الإعمار.
وتأتي هذه التحركات ضمن جهود أوسع تبذلها الحكومة الانتقالية لإعادة تطبيع الحياة في العاصمة، واستكمال تحرير كامل التراب السوداني من المليشيات الخارجة عن القانون، وسط دعم شعبي واسع ومساندة مجتمعية متنامية للقوات المسلحة السودانية، التي ظلت تحظى بثقة المواطنين منذ انطلاق معركة الكرامة.











