السفارة السودانية بالقاهرة تفجّر مفاجآت اقتصادية كبرى وتطلق مشروعًا لتأهيل الشباب!
متابعات _ النورس نيوز

السفارة السودانية بالقاهرة تفجّر مفاجآت اقتصادية كبرى وتطلق مشروعًا لتأهيل الشباب!
متابعات _ النورس نيوز _ في خطوة تعكس تطور العلاقات الاقتصادية والتجارية بين السودان ومصر، استقبل الفريق أول ركن مهندس عماد الدين مصطفى عدوي، سفير جمهورية السودان لدى جمهورية مصر العربية، وفدًا رفيع المستوى من اتحاد أصحاب العمل السوداني وعددًا من رجال الأعمال السودانيين، وذلك بمقر السفارة الجديد في القاهرة الجديدة. وشارك في اللقاء الفريق ركن ياسر محمد عثمان مدير الإدارة العامة للمعابر والمنافذ، والسفير عمر الفاروق سيد كامل نائب رئيس البعثة الدبلوماسية، إلى جانب عدد من الدبلوماسيين المعتمدين.
وخلال اللقاء، عبّر السفير عدوي عن ترحيبه العميق بوفد رجال الأعمال، مشيدًا بمبادرتهم وحرصهم على مدّ جسور التواصل الاقتصادي بين السودان ومصر، خاصة في ظل التحديات التي تواجه البلاد. وأكد السفير أن هذا التفاعل النشط من قطاع الأعمال السوداني يمثل دلالة واضحة على التزامه الوطني بدعم معركة الكرامة، والإسهام الفاعل في جهود إعادة إعمار السودان، معبّرًا عن تقديره لوقوف رجال المال والأعمال إلى جانب الدولة السودانية بمختلف مؤسساتها.
وفي السياق ذاته، قدم السفير تنويرًا شاملاً حول رؤية البعثة الدبلوماسية لتطوير الخدمات القنصلية، مشيرًا إلى أن السفارة تعمل على رفع كفاءة الخدمات عبر مشاريع للأتمتة والتحول الرقمي، بما يضمن تسهيل الإجراءات للمواطنين السودانيين في مصر وتقديم خدمة ذات جودة وكفاءة عالية، مشددًا على أهمية توظيف التكنولوجيا لتقوية البنية المؤسسية للدبلوماسية السودانية في الخارج.
وعلى صعيد تعزيز العلاقات الاقتصادية، أعلن السفير عدوي عن إطلاق مشروع نوعي لتدريب وتأهيل الشباب السودانيين في مصر في المجالات المهنية والفنية، مؤكدًا أن المشروع يأتي ضمن رؤية السفارة لدعم المهارات وتوسيع قاعدة فرص العمل للسودانيين في الخارج، خاصة في ظل الأوضاع الاستثنائية التي تمر بها البلاد. وأوضح أن المشروع يمثل إحدى المبادرات العملية ضمن خطة السفارة الاقتصادية التي ترتكز على الاستفادة من التعاون الثنائي مع مصر، والانفتاح على فرص العمل المشترك عبر الأطر الإقليمية والعربية.
وفي عرض مرئي شامل، استعرض السفير عدوي ملامح الخطة الاقتصادية للبعثة، التي تستند إلى التوجهات العامة للسياسة الخارجية السودانية، وتركز على استكشاف الفرص الاستثمارية، وتعزيز علاقات التعاون مع المنظمات العربية المتخصصة، بالإضافة إلى البحث عن شراكات فاعلة في الدول التي تغطيها البعثة بتمثيل غير مقيم.
وأشار السفير إلى أن السفارة تسعى لتفعيل دورها الاقتصادي من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في مصر، وفي مقدمتها الهيئة العامة للاستثمار، وجهاز التمثيل التجاري المصري، بغرض تسهيل حركة الاستثمارات والتبادل التجاري، وتوفير البيئة اللازمة لنمو الأعمال السودانية داخل السوق المصري.
وشدد السفير على أهمية استمرار الشراكة والتنسيق مع اتحاد أصحاب العمل السوداني، داعيًا إلى مزيد من اللقاءات والفعاليات الاقتصادية التي تسهم في إثراء ملف التعاون الاقتصادي بين البلدين، بما يعكس عمق العلاقات التاريخية ويخدم أهداف الشعبين الشقيقين. كما أكد أن البعثة تضع على رأس أولوياتها تيسير مهام رجال الأعمال السودانيين وتمكينهم من العمل بحرية وفاعلية داخل السوق المصري، في ظل التسهيلات المتبادلة بين البلدين.
من جانبه، أكد الفريق ركن ياسر محمد عثمان مدير الإدارة العامة للمعابر والمنافذ، أن السودان يعمل على تطوير وتأهيل المعابر والمنافذ الحدودية، بما يعزز حركة التجارة ويسهم في تسهيل انتقال السلع والبضائع بين السودان ودول الجوار. وأشار إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تحديثات ملموسة في البنية التحتية للمعابر، بما يتماشى مع متطلبات المرحلة ويخدم الأجندة الاقتصادية الوطنية.
وفي إطار الحديث عن التكامل الإقليمي، نوه السفير عدوي إلى الشراكة المستمرة بين السودان وجامعة الدول العربية، مؤكدًا أنها تصب في مصلحة جهود إعادة الإعمار، خاصة في ظل التحديات التي أفرزتها الحرب. وكشف السفير أن الأكاديمية العربية للعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري، وبتكليف من مجلس وزراء النقل العرب في دورته السابقة، قد أعدّت دراسة شاملة لإنشاء مناطق لوجيستية على الحدود السودانية، مشيرًا إلى أن الدراسة سيتم عرضها خلال الدورة القادمة للمجلس نهاية العام الجاري، ما يمثل تطورًا استراتيجيًا في خارطة النقل العربي المشترك.
وشهد اللقاء نقاشات مستفيضة من قبل وفد الاتحاد ورجال الأعمال الذين أعربوا عن تقديرهم العميق للدور الذي تضطلع به السفارة السودانية في القاهرة، مؤكدين أن دعم السفارة كان له بالغ الأثر في تيسير أعمالهم، وتمكينهم من القيام بدورهم الوطني في خدمة الاقتصاد السوداني. كما أبدى رجال الأعمال التزامهم بمواصلة التعاون مع السفارة، والعمل على تنظيم عدد من الفعاليات الاقتصادية خلال الفترة المقبلة، والتي تستهدف مناقشة تحديات ما بعد الحرب، وإيجاد حلول عملية تعزز من فرص مشاركة القطاع الخاص في إعادة إعمار السودان.
وقد اختتم اللقاء بالتأكيد على أهمية البناء على هذا التفاعل الإيجابي بين البعثة الدبلوماسية وقطاع الأعمال، بوصفه نموذجًا للتكامل الوطني في مواجهة التحديات، ورافعة حقيقية لجهود التنمية والنهوض بالاقتصاد السوداني في الداخل والخارج.











