منوعات

حكاية اب يجاهد لتعليم بناته

القاهرة : وكالات
في قلب ولاية باكتيكا جنوب شرق أفغانستان، وتحديدًا من بلدة “شارانا” البسيطة، يسطع نجم رجل اسمه ميا خان، لا كسياسي ولا كأكاديمي، بل كأب بسيط وأمي، جسّد بأفعاله أعمق معاني الحب والتفاني والتضحية.

كل صباح، يوقظ ميا خان بناته الثلاث بحنان، يجهزهن للمدرسة، ثم يركب دراجته النارية المتواضعة، ويقطع مسافة 12 كيلومترًا عبر طرق وعرة وأجواء متقلبة، فقط ليضمن أنهن يصلن إلى مدرستهن بأمان. لكن الرحلة لا تنتهي عند البوابة… بل يجلس لساعات طويلة خارج المدرسة، تحت الشمس أو البرد، ينتظر انتهاء الدوام، ثم يعيدهن إلى المنزل كما بدأ.

ميا خان لا يعرف القراءة أو الكتابة، ولم يحظَ يومًا بمقاعد الدراسة، إذ اضطر للعمل كعامل يومي منذ صغره لتأمين لقمة العيش. ومع ذلك، لم يسمح لفقره أو جه*له أن يكون عائقًا أمام أحلام بناته. بل على العكس، قرر أن يمنحهن ما حُرم منه: التعليم، والفرصة، والمستقبل.

ورغم الضغوط الثقافية والعادات الصارمة التي قد تحرم الكثير من الفتيات في منطقته من الدراسة، تمسك ميا خان بحلمه. حلمه لا يتوقف عند الشهادة، بل يمتد إلى أن يرى بناته طبيبات يخدمن أهل قريته الفقيرة، حيث لا وجود لطبيب واحد يداوي المرضى أو يخفف الألم.

قصة هذا الأب الأفغاني المتواضع تخطت حدود قريته الصغيرة، وأشعلت مواقع التواصل الاجتماعي بإعجاب الملايين حول العالم. لم يكن يطلب الشهرة، ولم يسعَ للثناء، لكنه أصبح رمزًا حيًا لمعنى الأبوة النبيلة، وللأمل الذي يولد من رحم المعاناة.

ما يفعله ميا خان يوميًا ليس مجرد توصيل؛ إنه يُجسد رسالة عظيمة: أن الحب الحقيقي لا يُقاس بالكلمات، بل بالأفعال… وأن الإصرار يمكنه أن يشق طريقًا حتى وسط الجبال والعوائق.

هذه القصة ليست فقط عن التعليم، بل عن الكرامة، والإرادة، والحب النقيّ الذي يستطيع أن يغير مصير أجيال كاملة.

ميا خان… رجل لم يقرأ كتابًا قط، لكنه يكتب اليوم أعظم دروس الإنسانية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى