
آلاف من أبناء رفاعة يعودون بعد مغادرة صفوف الدعم السريع
متابعات _ النورس نيوز _ شهدت مدينة رفاعة تطورًا اجتماعيًا لافتًا، تمثل في عودة آلاف الشباب الذين كانوا قد انخرطوا سابقًا في صفوف قوات الدعم السريع، بعد أن استجابوا لمبادرة العفو العام التي أعلنتها الحكومة السودانية مؤخرًا، بهدف إعادة دمج العناصر غير المتورطة في الجرائم إلى الحياة المدنية والمجتمعية. وأعلنت تنسيقية رفاعة الكبرى أن عدد العائدين بلغ 6517 فردًا من أبناء المدينة والقرى المجاورة، في خطوة وُصفت بأنها بداية قوية نحو مصالحة وطنية حقيقية تعكس رغبة واسعة في إنهاء النزاع والعودة إلى الاستقرار.
وقال مهدي أبو حنة، رئيس تنسيقية رفاعة الكبرى، إن هذه العودة الجماعية جاءت بعد قناعة متزايدة بين الشباب الذين انخرطوا في القتال بأن الحرب لا تخدم مصلحة البلاد ولا المجتمع، وأن الفرصة التي منحتها الدولة عبر العفو العام تمثل بابًا مفتوحًا للعودة المشروعة دون خوف، شريطة ألا يكون الشخص متورطًا في أي انتهاكات تمس الحقوق الخاصة أو ارتكب جرائم في حق المواطنين. وأضاف أن من شملهم العفو عادوا طواعية، دون أي ضغوط، بعد أن أدركوا أن السلام هو الخيار الأفضل، وأن بناء الوطن يتطلب شجاعة التخلي عن السلاح.
وأشار أبو حنة إلى أن هذه الخطوة التاريخية لم تأتِ من فراغ، بل جاءت نتيجة تفاعل مجتمعي واسع مع الدعوات المتكررة من قيادات أهلية ومبادرات وطنية، عملت على التواصل مع المقاتلين السابقين وإقناعهم بالعودة إلى مجتمعاتهم والمساهمة في إعادة البناء. وأكد أن العائدين سيخضعون لبرامج دمج وتأهيل مجتمعية، من شأنها أن تُعيد لهم دورهم الإيجابي، وتضمن ألا يُعاد إنتاج العنف مرة أخرى.
وتأتي هذه التطورات في وقت يمر فيه السودان بمرحلة حرجة، في ظل استمرار المواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع منذ أكثر من عام، وما نتج عن ذلك من نزوح واسع، وتدمير للبنية التحتية، وتدهور اقتصادي حاد. ويُنظر إلى عودة المقاتلين السابقين كعلامة فارقة في مسار الحلول السلمية التي تسعى الدولة لترسيخها، خاصة في المناطق التي عانت من النزاعات والانقسامات خلال فترة الحرب.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة إذا تم تعميمها في ولايات أخرى، قد تفتح الباب أمام تحول كبير في مواقف آلاف الشباب المنخرطين في الصراع، وتُعيد الأمل في تحقيق سلام مجتمعي ينطلق من القاعدة الشعبية وليس فقط من اتفاقات سياسية نخبوية. وتبقى رفاعة، وفق البيان، نموذجًا يُحتذى به في المصالحة الحقيقية، إذ أثبتت أن صوت الحكمة والتسامح قادر على أن يتفوق على ضجيج الرصاص.











