تصريحات جديدة من خالد سلك
متابعات _ النورس نيوز _ قال خالد عمر يوسف، نائب رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي في قوى الحرية والتغيير، إن الحرب الدائرة في السودان منذ أكثر من عامين تقود البلاد إلى تحلل مؤسسات الدولة، لا إلى حمايتها كما يدّعي البعض. وأكد أن الحرب الحالية لا تملك أي مشروعية وطنية أو سياسية أو أخلاقية، واصفاً إياها بـ”حرب الاستحواذ على السلطة فوق جماجم المواطنين”.
وفي مقال مطوّل حمل عنوان “حرب أفول الدولة”، اعتبر خالد المعروف سياسياً بلقب “خالد سلك”، أن كافة السرديات التي حاولت تبرير الحرب قد سقطت، بما في ذلك الادعاء بأنها “حرب للحفاظ على الدولة”. وقال إن ما يحدث على الأرض يثبت أن هذه الحرب تسهم بشكل مباشر في تآكل مقومات الدولة الأساسية.
الدولة تنهار أمام أعين الجميع
وأشار خالد إلى أن أحد أبرز تجليات الانهيار هو فقدان الدولة لسيطرتها على “العنف المشروع”، حسب تعريف عالم الاجتماع ماكس فيبر، حيث أصبح السلاح منتشراً بين المواطنين والمليشيات، في ظل تراجع قدرة السلطات الرسمية على فرض النظام.
واستدل بقيام بعض المسؤولين في شرق السودان بالدعوة لتسليح المواطنين للدفاع عن أنفسهم، معتبراً أن هذا السلوك دليل على غياب الدولة، وتحول الأمن من مسؤولية سيادية إلى مهمة فردية.
مؤشرات دولية تؤكد هشاشة السودان
ووفقاً لخالد عمر، فإن المؤشرات العالمية باتت تعكس هذا الانهيار، مشيراً إلى تصنيف السودان كثاني أكثر الدول هشاشة في العالم لعام 2024، وفقاً لتقرير مؤسسة “Fund for Peace”، الذي أشار إلى فقدان الدولة السودانية السيطرة على أراضيها، وتراجع شرعيتها، وانهيار الخدمات، وتزايد النزاعات المسلحة.
كما أشار إلى توسع ظاهرة الجماعات المسلحة الخارجة عن سلطة الدولة، وقال إن الحرب ساهمت في “تناسل المليشيات” وتكاثر الجماعات المسلحة، بما فيها تلك التي تتلقى التدريب والدعم من خارج البلاد.
الجيش ليس الدولة
وانتقد خالد سلك ما وصفه بـ”الخلط المتعمد” بين الدولة والقوات المسلحة، قائلاً إن البعض يروج لفكرة أن المؤسسة العسكرية هي الدولة نفسها، ويمنحها حق تحديد من ينتمي للوطن ومن هو خارجه.
وأضاف أن الحرب أضرت بالبنية التنظيمية للجيش نفسه، بعد أن لجأت قيادته إلى عقد تحالفات مع جماعات مسلحة لا تخضع لتراتبية عسكرية، مما أضعف المؤسسة بدل تقويتها.
دعوة للحل السياسي والسلام الشامل
وختم خالد مقاله بالتأكيد على أن الطريق الوحيد للحفاظ على الدولة السودانية يمر عبر وقف الحرب فوراً، والوصول إلى حل سياسي شامل يضمن بناء دولة مدنية حديثة، تقوم على عقد اجتماعي عادل، وتضم جيشاً قومياً موحداً خاضعاً للسلطة الشرعية المدنية.
وقال: “نؤمن بضرورة وجود دولة مستقلة ذات سيادة، لا تنهار ولا تفشل، وتقوم بواجباتها تجاه مواطنيها، وفق مبدأ العدالة والمساواة”، مؤكداً أن “نافخي كير الحرب يهددون ما تبقى من الدولة عبر أكاذيب ستذهب جفاء، بينما يبقى ما ينفع الناس”.











