الولاية الشمالية تشهد هجومًا جديدًا
متابعات _ النورس نيوز _ شهدت مدينة الدبة في الولاية الشمالية صباح اليوم تصعيدًا ميدانيًا جديدًا، بعدما تعرّضت لهجوم جوي بطائرات مسيّرة أطلقتها قوات الدعم السريع، في تطور وصفته مصادر عسكرية بأنه محاولة لاستهداف مواقع استراتيجية ضمن محيط قاعدة مروي الجوية. وأكدت قيادة الفرقة 19 مشاة أن الدفاعات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدّت للطائرات المسيرة بنجاح، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية حتى اللحظة.
ويأتي هذا الهجوم ضمن سلسلة من العمليات التي نُفذت خلال الفترة الماضية في الشمال، حيث تتزايد وتيرة استخدام الطائرات المسيّرة في المعركة الدائرة بين الجيش والدعم السريع، ما يعكس تحولًا ملحوظًا في أساليب الهجوم والرد بين الطرفين. وتشير المعلومات الأولية إلى أن الطائرات المستخدمة في الهجوم من النوع الانتحاري، وقد تم التعامل معها في المجال الجوي قبل وصولها إلى أهدافها المفترضة داخل المدينة.
وتُعد الولاية الشمالية واحدة من المناطق التي ظلت بعيدة نسبيًا عن العمليات العسكرية المباشرة منذ بداية الصراع، لكن الأسابيع الأخيرة شهدت تصعيدًا ملحوظًا، تمثل في استهداف منشآت عسكرية ومناطق قريبة من البنية التحتية الحيوية. ويرى مراقبون أن هذا التحول يُنبئ بمحاولة فتح جبهة جديدة من قبل الدعم السريع، بهدف تشتيت جهود الجيش، الذي يخوض معارك شرسة في دارفور والخرطوم وولايات أخرى.
الجيش السوداني أكد في عدة مناسبات جاهزيته الكاملة للتعامل مع أي تهديد جوي، وأعلن عن تحديث قدراته الدفاعية في مناطق الشمال، بالتوازي مع تنامي دعوات مجتمعية لتكثيف الرقابة وحماية المدنيين من تبعات هذه الهجمات، التي باتت تثير قلقًا واسعًا في الشارع السوداني. وفي ظل غياب مؤشرات على وقف قريب لإطلاق النار، يبقى الوضع في الشمالية مرشحًا لمزيد من التوتر، في وقت تسعى فيه القوات المسلحة إلى الحفاظ على المواقع الاستراتيجية ومنع أي اختراق جوي أو ميداني.
وتأتي هذه التطورات ضمن مشهد معقّد يتداخل فيه الصراع العسكري مع الأزمة الإنسانية المتفاقمة، بينما تواصل المنظمات الإقليمية والدولية التحذير من تداعيات تصعيد القتال على المدنيين، خاصة في مناطق جديدة كانت آمنة نسبيًا خلال الشهور الماضية.











