الأخبارالأخبار الرئيسية

شرق السودان.. هل قابل للاشتعال الآن؟

النور نيوز: هبة علي

توجسات ومخاوف من تعقيدات الأوضاع في إقليم شرق السودان والتي كان آخرها إعلان تيار شبابي بدء إجراءات الإغلاق الكامل لحدود الإقليم حتى خروج الحركات المسلحة منه ، بالمقابل قلل البعض من خطورة كهذا إعلان متهمين جهات بالوقوف خلف التيار لتحقيق أجندة سياسية..

وأعلن أمس الأول تيار الشباب البجاوي الحر في شرق السودان عن بدء إجراءات لإغلاق كامل لحدود إقليم البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن الهدف من هذه الخطوة هو إخراج الحركات المسلحة المتواجدة في المنطقة. وأكد التيار أن هذه الإجراءات تأتي في إطار مسؤوليتهم تجاه أهلهم وشهدائهم الذين ضحوا بأرواحهم من أجل أمن الإقليم وسلامته.

 

وفي بيان صادر عن التيار، تم التأكيد على أهمية الأدوار الوطنية التي قامت بها الحركات المسلحة في الدفاع عن السودان، مع الاعتراف بالتضحيات الكبيرة التي قدموها. ومع ذلك، أشار البيان إلى أن وجود هذه القوات في الإقليم دون تنظيم أو تنسيق قد يؤدي إلى حدوث اضطرابات غير مرغوب فيها، وهو ما يسعى التيار لتجنبه، مع التأكيد على أن استقرار الإقليم وسلامة مواطنيه هي الأولوية التي لن يتراجعوا عنها مهما كانت التحديات.

 

وبرر التيار إلى أن وجود الحركات المسلحة القادمة من خارج الإقليم يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الاجتماعي، كما أعربوا عن قلقهم من الخطابات التي تثير النعرات القبلية، والتي قد تؤدي إلى تفكك الوحدة الوطنية.

 

ويحتضن شرق السودان العاصمة الإدارية البديلة للخرطوم بورتسودان وقيادة البلاد بالإضافة إلى تواجد عدد من الحركات المسلحة  كحركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي وحركة العدل والمساواة السودانية بقيادة جبريل إبراهيم، وحركة تحرير السودان فصيل مصطفى طمبور، وهي حركات مسلحة وقّعت اتفاقية سلام السودان في جوبا، وانحازت للقتال بجانب الجيش.

 

وقد اثارت إجراءات التيار الشبابي جدلاً والذي أتى بعد فترة وجيزة من جدل مليشيا لأورطة الشرقية المتدربة على أيدي دولة ارتريا بقيادة الأمين داؤود ،وقد قوبلت الأورطة بسخط “بيجاوي” ممثلاً في زعيم القبلية الناظر محمد الأمين ترك، الذي حذّر من عواقب وخيمة قد تترتب على نشرها، وتعهد بالتصدي لها.

 

وعن إجراءات الإغلاق الكامل يرى الصحفي المهتم بقضايا شرق السودان عبد القادر باكاش أن التيار الشبابي جسم هلامي ليس لديه أي تأثير وهم فقط مجموعة ناشطين لا يتعدوا أصابع اليد الواحدة ولا يستطيعون أن يؤثروا على الشرق على حد قوله، وأكد باكاش من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” أن الشرق الآن آمن تماماً وتتوفر به جميع الخدمات وسبل الاستقرار بالنسبة للقادمين، مشيراً إلى أن هنالك مليشيات محلية تم تدريبها لمواجهة المليشيا (في إشارة لقوات الدعم السريع) حال وصلت إلى الإقليم.

ونوه  إلى أن هذه المليشيات تعتبر مشكلة أخرى يتحدث عنها البعض بتوجس عالي.
وأردف: “لكن أياً كان فثقافة المليشيات أصبحت ثقافة سائدة لحماية الأرض والعرض وتقديرات الجيش للتعامل مع الدعم السريع تختلف عن تقديرات المدنيين فلذلك لابد من مواجهة المليشيا بمليشيا وعموماً مليشيات الإقليم لحفظ الأمن والإستقرار وليس لزعزعة امن الإقليم ولا اتوقع أن يحدث انفجار أمني ما لم يحدث إقتحام أو وصول الدعم السريع للاقليم”.
وأضاف:” المجموعات التي تتحدث في وسائل التواصل الاجتماعي مدفوعة من جهات سياسية معينة ولأغراض سياسية كذلك معينة ولتصفية حسابات مع بعضها البعض لكن على أرض الواقع ليس لها تأثير”.

إلى ذلك كانت قدر حدثت ملاسنات كلامية أواخر الأسبوع المنصرم بين قائد مؤتمر البجا شيبة ضرار، وقائد حركة تحرير السودان مني أركو مناوي، حيث طالب ضرار بإعادة الحركات المسلحة الدارفورية لتقاتل في دارفور وتوعد بمواجهتها، رداً على مطالبات مناوي بإيقاف الحملات «العنصرية» التي يشنها الرجل.

وحذر المحلل السياسي بشير علي من مغبة تعدد الجيوش وانتشار السلاح لا سيما في هذه المرحلة الحرجة من عمر البلاد، مشدداً على ضرورة الوصول لإتفاق ينهي تعدد الجيوش.
و استبعد علي من خلال حديثه لـ”النورس نيوز” حدوث اقتتال في شرق البلاد في هذا الوقت لجهة أن جميع مكونات الشرق والحركات المتواجدة بالشرق موالية للجيش وتأتمر بأمر قيادة الجيش، وأضاف: ” على الرغم من ذلك يجب اتخاذ قرارات تضمن أمن وسلامة الشرق في مقبل الأيام”.

وفي الأثناء بحث ناظر عموم قبائل الهدندوة الناظر محمد أحمد محمد الأمين ترك، مع نظيره ناظر عموم قبائل الحباب الناظر كنتباي، في اجتماع بمدينة أروما، مبادرة تعزيز وحدة الصف البجاوي وتعميق الروابط الاجتماعية بين المكونات.
وبحسب المكتب الإعلامي للناظر ترك، أن الاجتماع تناول المبادرة التي أطلقها الناظر كنتباي والتي تهدف إلى توحيد الجهود ونبذ الخلافات بين أبناء البجا والدعوة إلى الحوار والتسامح كأساس لتحقيق التماسك الاجتماعي
وأكد الناظر ترك دعمه الكامل لهذه المبادرة التي وصفها بأنها خطوة استراتيجية نحو تعزيز التضامن والوحدة بما يخدم مصالح المجتمع البجاوي ويضمن استقراره.

 

وأوضح الناظران خلال اللقاء أن المبادرة تحمل في طياتها رؤية شاملة لمعالجة الخلافات وتقريب وجهات النظر من خلال مائدة مستديرة للحوار تضم كافة الأطراف بهدف تحقيق التنمية والسلام والحفاظ على وحدة الشعب البجاوي.
وشدد الناظر ترق على أهمية الدور المحوري للقيادات التقليدية في توجيه المجتمع نحو الوحدة ونبذ الفرقة مشيدًا بجهود الناظر كنتباي في إطلاق هذه المبادرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *