وزير المعادن تفقد المواقع وأشعل المبادرات.. نهر النيل والشمالية نحو ثورة معدنية

وزير المعادن تفقد المواقع وأشعل المبادرات.. نهر النيل والشمالية نحو ثورة معدنية

تقرير إخباري: النورس نيوز-  حققت الجولة التي قام بها السيد وزير المعادن نور الدائم طه والمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر لولايتي نهر النيل والشمالية خلال الأيام الماضية أهدافها المرجوة بشكل كامل، وهما يقفان على مجمل قضايا التعدين بالولايتين، ويتعهدا بإزالة العقبات التي من شأنها أن تقف عائقاً أمام سير العملية التعدينية في البلاد حتى المضي قدماً نحو تنمية معدنية مستدامة، خصوصاً وأن الذهب أصبح المورد الاقتصادي الأهم الذي تعتمد عليه الدولة في تسيير شؤونها.

برنامج عمل

ابتدر وزير المعادن نور الدائم طه زيارته برفقة المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر إلى جانب وفد رفيع من وحدات الوزارة والجهات ذات الصلة، ضمن برنامج عمل يشمل متابعة الأداء ومراجعة جهود القطاع في دعم الاقتصاد الوطني والوقوف على سير الأداء والأنشطة التعدينية، وبدأت بولاية نهر النيل حيث كان في استقباله والي الولاية الدكتور محمد البدوي عبد الماجد أبو قرون بحضور لجنة أمن الولاية وعدد من القيادات التنفيذية.

إضافة إستراتيجية

مشاريع وبشريات عديدة أطلقها وزير المعادن نور الدائم طه لدى زيارته لولاية نهر النيل تصب في مجملها تجاه تطوير قطاع المعادن، حيث وضع حجر الأساس لمختبر التعدين المركزي بسوق دار مالي لتعزيز الرقابة على الذهب.

وأكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر، أن المشروع يمثل إضافة استراتيجية لضبط الجودة وتحسين الخدمات الفنية المقدمة للمعدنين، مشيراً إلى أن المختبر مكتمل الجاهزية الفنية وسيتم تشغيله فور اكتمال أعمال التشييد.

زيارات وتفقد

جولة وزير المعادن في ولاية نهر النيل شملت عدداً من المرافق الخدمية وأسواق التعدين وشركات المعالجة والمنشآت الفنية بالولاية، وبدأت بمحلية أبو حمد بزيارة مجمع الشهيد محمد صلاح عباس للنساء والتوليد وعنبر الشهيد أحمد المجتبى لغسيل الكلى ثم زيارة الإدارة العامة للسجل المدني ولقاء العاملين والمواطنين.

كما تفقد الوزير سوق الطواحين الذي يعد من أهم اسواق التعدين التقليدي ووقف على عمليات الطحن واستمع إلى ملاحظات المعدنين والتجار، وأكد ضرورة تنظيم السوق وتجويد بيئة العمل وتنفيذ الرقابة الرقمية.

كما زار الوزير شركة كريبر لمعالجة مخلفات التعدين، واطلع على سير العمل، مشيداً بالتزام الشركة بالمعايير الفنية والبيئية.

وفي مدينة عطبرة وقف على مراحل تنفيذ مشروع مصفاة الذهب، واطلع على تقدم الأعمال باعتباره أحد المشاريع الاستراتيجية للقطاع.

كما زار الوزير مقر الشركة السودانية للموارد المعدنية وغرفة التحكم المركزي التي تشرف على مراقبة الأسواق في مختلف الولايات.

وقت مناسب

يقول الصحفي همام الفاتح الذي رافق الوزير في جولته، إن الزيارة جاءت في توقيت مناسب، وقف خلالها وزير المعادن على مجمل قضايا التعدين، واستمع لكافة شكاوى المجتمع المحلي من المعدنين، خاصةً بولاية نهر النيل، ووعد بحلحلة المشاكل وحسم ملف تهريب الذهب، كما وقف ميدانياً على شركات الامتياز في نهر النيل والشمالية، وأشار إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في مراقبة أسواق الذهب من المواد الضارة للبيئة.

ولفت الفاتح في حديث لـ(النورس نيوز)، إلى أن السيد الوزير اصطحب خلال جولته مسؤولي قطاع التعدين في السودان ممثلين في مدير الشركة السودانية للموارد المعدنية السيد محمد طاهر عمر والمهندس جيولوجي أحمد هارون ومدير سودامين ومدير إدارة اقتصاديات المعادن وتمثيل كل من هيئة الاستخبارات والإدارة العامة لشرطة التعدين، ما يعزز من قيمتها، وأكد أن الجولة بمثابة تحول كبير في مجال التعدين  بالسودان.

رؤية مستقبلية

في الولاية الشمالية التي ابتدر وزير المعادن نور الدائم طه زيارته لها بمحلية الدبة، وكان في استقباله والي الشمالية الفريق ركن عبد الرحمن عبد الحميد، أعلن عن استراتيجية جديدة لتنظيم التعدين بالشمالية، وأكد أن وزارته تعمل على وضع رؤية مستقبلية واضحة لقطاع المعادن تشمل تحديد نسب الموارد في كل مربع تعديني بما يضمن الاستخدام الأمثل للثروات المعدنية التي تزخر بها البلاد.

وأشار الوزير إلى أن الدولة لم تكن تمتلك في السابق استراتيجية متكاملة للتعامل مع قطاع التعدين مما أدى إلى اتساع نطاق التعدين العشوائي، موضحاً أن الوزارة تعتزم تطوير القوانين وتحديثها لمعالجة هذا الواقع، وأكد أن معالجة التعدين غير القانوني تتطلب تنظيم المعدنين وإدماجهم في إطار رسمي مع وجود شركات جاهزة للدخول في الاستثمار.

أدوار وتنسيق

الدور المتعاظم الذي تقوم به الشركة السودانية للموارد المعدنية بقيادة مديرها محمد طاهر عمر في تنظيم وتطوير قطاع التعدين ودعم الاقتصاد الوطني وتعزيز الإيرادات وضح من خلال جولة وزير المعادن الذي أشاد بجهود الشركة لتعظيم الإيرادات وضبط عمليات الإنتاج بما يعزز دور قطاع التعدين في الاقتصاد الوطني، مع التشديد على أهمية  استمرار التنسيق المشترك بين الولايات ووزارة المعادن والشركة السودانية للموارد المعدنية لتهيئة بيئة تعدينية أكثر تطوراً وثباتاً وتحقيق الأهداف المنشودة.

تشكيل قوة

في الجانب الأمني، أوضح السيد الوزير أن الوزارة تخطط لتشكيل قوة مشتركة من الأجهزة النظامية لتأمين مناطق الإنتاج، وذكر أن الميزانية الخاصة بالخطة تمت إجازتها ومن المتوقع البدء في تنفيذها قريباً.

كما أشار إلى مطالبات شعبية واسعة بتنظيم نشاط التعدين الأهلي، مؤكدا أن الوزارة ماضية في تعزيز الأمن والرقابة باستخدام تقانات حديثة ستوفرها شركات متخصصة.

من جانبه، أكد المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية محمد طاهر عمر، أن الشركة ماضية في تطوير قطاع التعدين وتعزيز الرقابة الفنية عبر إدخال نظم حديثة تربط المواقع الإنتاجية بغرفة المتابعة المركزية، موضحاً أن الشركة تعمل على ترسيخ مبدأ التعدين المسؤول الذي يراعي البيئة ويحفظ حقوق المجتمعات المحلية.

حرص وزاري

وتعد جولة وزير المعادن الاتحادي لولايتي نهر النيل والشمالية الأولى من نوعها في حكومة الأمل الجديدة  للوقوف على عمل شركات التعدين باعتبار أن الوزارة هي الجهة الفنية والإدارية المسؤولة عن قطاع التعدين، كما تأتي في إطار حرص الوزارة على المتابعة الميدانية المستمرة وتطوير قطاع التعدين وتعزيز دوره في دعم الاقتصاد الوطني.

خيار أخير

جولة وزير المعادن نور الدائم طه للولاية الشمالية شملت كذلك زيارة تفقدية لمعسكر العفاض الذي استقبل قافلة دعم وإسناد لنازحي الفاشر بالمعسكر وذلك في إطار جهود الوزارة المجتمعية لدعم المتضررين وتوفير الاحتياجات الأساسية للأسر النازحة.

وأكد طه من هنالك أنه لا تفاوض ولا سلام ولا هدنة مع المليشيا، وأن استعادة كامل أراضي السودان من دارفور إلى كردفان خيار لا رجعة عنه تدعمه إرادة الشعب وجيشه الباسل.

عرض تفصيلي

في محلية دلقو بالولاية الشمالية، وقف وزير المعادن على سير العمل في سوق دلقو 625 للتعدين، واستمع إلى شرح من العاملين حول العمليات الرقابية والتحصيلية التي تتم داخل السوق، كما وقف على شركة دلقو للتعدين عقب استئناف عملها مؤخراً باعتبارها نموذجاً لشركات الامتياز العاملة بالولاية.

وشملت الزيارة شركة أعمال ود الخير للتعدين كنموذج لشركات المخلفات، حيث استمع الوفد إلى عرض تفصيلي حول طبيعة العمل الجاري بالموقع، وقدمت الشركة عدداً من الدروع تكريماً لقيادات قطاع التعدين وتقديراً لزيارة الوفد.

تعزيز ثقة

وزير المعادن نور الدائم طه شرّف بالشمالية فعاليات ملتقى هياكل الشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية الذي خُصص لاستعراض دور الهياكل في إحكام الرقابة وتنظيم القطاع وتعظيم الإيرادات.

وأكد الوزير أن الولاية الشمالية تعد من أفضل الولايات في التصنيف الوطني لقطاع التعدين وهو ما عزز ثقة الوزارة في منحها مربعات امتياز منظمة والشروع في تنفيذ مسوحات جيولوجية جديدة، وشدد على أن تجويد الأداء وتخصيص ميزانيات كافية للمسح الجيولوجي يمثلان أساس التخطيط السليم للموارد الاستراتيجية ودعامة رئيسية لجهود الاستكشاف خلال المرحلة المقبلة.

وانتقل الوفد عقب الملتقى إلى مباني هيئة الأبحاث الجيولوجية بالولاية للوقوف على معرض الإمكانيات المعدنية الذي عكس ثراء الولاية بالمعادن ووضع حجر الأساس للمتحف الجيولوجي ومجمع المعامل المرجعية.

تحديات كبيرة

مراقبون لجولة وزير المعادن نور الدائم طه بولايتي نهر النيل والشمالية، أشاروا إلى أن الزيارة جاءت بهدف الوقوف على التحديات الكبيرة التي يواجهها قطاع التعدين، والاطلاع ميدانياً على مراحل الإنتاج.

وأوضحوا أن الخطوة تأتي في ظل اهتمام الدولة المتزايد بتطوير القطاع وتحديثه ورفع مستوى الإنتاج، خصوصاً وأن الذهب أصبح المورد الاقتصادي الأهم الذي تعتمد عليه الدولة في تسيير شؤونها.

ولفتوا في حديث لـ(النورس نيوز)، إلى أن السيد الوزير خلال زيارته التقى بالمجتمعات المحلية (المستضيفة)، التي قدمت عدداً من الشكاوى المتعلقة بالاستخدام غير الآمن للمواد الكيميائية من قبل بعض الشركات في عمليات استخلاص الذهب، خاصة مادتي السيانيد والزئبق، ومن خلال الاجتماعات مع هذه المجتمعات، وعد الوزير بمعالجة جميع الإشكاليات، وشدّد على الشركات بضرورة الالتزام الصارم بالاشتراطات الصحية ومعايير السلامة البيئية.

وقال المراقبون إن أبرز ما حملته الزيارة التي تعكس رؤية الدولة لمستقبل قطاع الذهب، التوجه نحو تقنين وتنظيم التعدين التقليدي للاستفادة القصوى منه، بالإضافة إلى التشديد على مكافحة التهريب عبر اعتماد وسائل حديثة للمراقبة في الأسواق للحد من خروج الذهب بطرق غير رسمية.

وأكدوا أن الزيارة حققت أهدافها، وتُوّجت بإطلاق عدد من المشاريع الرائدة في الولايتين، من بينها معامل تعدين متطورة من شأنها دعم الإنتاج وتحسين الأداء.