صور أقمار صناعية تكشف كارثة مخفية في الفاشر.. مواقع جديدة لعمليات التخلص من الجـ..ـثـ.ـث
النورس نيوز
صور أقمار صناعية تكشف كارثة مخفية في الفاشر.. مواقع جديدة لعمليات التخلص من الجـ..ـثـ.ـث
متابعات – النورس نيوز – كشف مختبر الأبحاث الإنسانية بمدرسة ييل للصحة العامة (HRL) عن أدلة جديدة وصفها بـ”الصادمة” بعد تحليل صور أقمار صناعية التُقطت بين 25 أكتوبر و13 نوفمبر 2025، وأظهرت استمرار عمليات التخلص من جثث المدنيين في مدينة الفاشر بعد أسابيع من سقوطها في قبضة المليشيا المدعومة من أبوظبي.
وبحسب التحليل الذي نُشر في تقرير مطوّل، فقد رصد الفريق أربع مناطق رئيسية داخل المدينة تُمارس فيها عمليات دفن وحرق وإخفاء منظم للجثث، بعضها يُكشف لأول مرة ولم يسبق الإبلاغ عنه من أي جهة. وقال المختبر إنه يملك “درجة عالية من الثقة” بأن المليشيا تمارس نشاطاً مستمراً لجمع ونقل والتخلص من بقايا بشرية في مواقع متعددة، في وقت ما يزال فيه آلاف من سكان الفاشر مفقودين منذ اجتياحها.
أربعة مواقع تتحول إلى مسارح لعمليات دفن وحرق:
وأوضحت صور الأقمار الصناعية أن النشاط يتركز في:
- جامعة الفاشر
- معسكر أبو شوك للنازحين
- حي درجة أولى
- المستشفى السعودي
وتزامن ظهور هذه المواقع مع شهادات نازحين وصلوا إلى طويلة، أكّدوا أن جامعة الفاشر والمستشفى السعودي يُعدّان من بين خمسة مواقع احتجاز تديرها المليشيا، ويُعتقد أنها تضم أكثر من 50 ألف محتجز، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة سودان تريبيون في 9 نوفمبر.
جامعة الفاشر.. منارة العلم تتحول إلى موقع دفن جماعي
وتُظهر الصور الواردة بين 1 و13 نوفمبر تمدد بقع من التربة المضطربة حول الجامعة، تتحول تدريجياً إلى تلال دفن فردية ومتقاربة، وهو نمط يصفه المختبر بأنه يتطابق مع عمليات دفن جماعية غير رسمية، ظهرت بسرعة بعد سقوط المدينة.
معسكر أبو شوك.. أجسام بيضاء تظهر وتختفي
أما في معسكر أبو شوك، فقد رصدت الصور بقعة واسعة من الأرض المحفورة حديثاً في الطرف الغربي للمعسكر، مع ظهور واختفاء متكرر لأجسام فاتحة اللون في تواريخ 4 و6 و7 و12 نوفمبر. ويشير التقرير إلى أن هذا الموقع يُستخدم بشكل مستمر للتخلص من الجثث في أماكن مكشوفة، مع نقلها وإعادة طمرها على فترات قصيرة.
المستشفى السعودي.. أجسام محترقة وتصاعد دخان
وبين 30 أكتوبر و13 نوفمبر، كشفت الصور عن تجمعات من أجسام بيضاء محاطة ببقع حرق داخل محيط المستشفى، مع تصاعد دخان في 6 نوفمبر، ثم ظهور أجسام جديدة في 7 و12 نوفمبر. وبحلول 13 نوفمبر، بدت الأجسام متفحمة بشكل واضح.
وكان المختبر قد وثّق سابقاً في 27 أكتوبر أجساماً بحجم البشر داخل المستشفى وفي محيطه، وهو ما يتسق مع تقارير تصفه بأنه من مراكز الاحتجاز الرئيسية للمليشيا.
حي درجة أولى.. تحويل موقع قصف إلى مقبرة ميدانية
وفي حي درجة أولى، حدد التقرير منطقة تحتوي على هياكل مؤقتة منذ ديسمبر 2024، وقد تحولت — حسب الصور — من منطقة تعرضت للقصف في مايو 2025 إلى مسرح جديد لعمليات الإخفاء. وتُظهر الصور ظهور أجسام فاتحة في 1 نوفمبر، ثم اختفاءها بعد يوم واحد، وظهور أجسام داكنة في 13 نوفمبر، مما يعكس عمليات إلقاء ونقل وتغيير مستمر في طبيعة المواد التي تُترك في الموقع.
أسئلة خطيرة حول مصير المفقودين
وقال مختبر ييل إنه لا يستطيع حتى الآن تحديد عدد القتلى أو حجم عمليات الإعدام داخل المدينة اعتماداً على الصور وحدها، لكنه شدّد على أن استمرار نشاط التخلص من الجثث بعد أكثر من أسبوعين ونصف من سقوط الفاشر هو مؤشر خطير للغاية، في ظل بقاء آلاف المواطنين مجهولي المصير.
وأضاف التقرير أن هذه الدلائل تأتي لتُضاف إلى كمٍّ متزايد من الأدلة حول فظائع ممنهجة ارتكبتها المليشيا المدعومة من أبوظبي، تشمل الإخفاء القسري، الاعتقالات الواسعة، وعمليات قتل يُعتقد أن المليشيا تحاول إخفاء آثارها عبر دفن وحرق منظم.











