أخبار

أزمة التعليم تتعمّق… آلاف المعلمين بلا مرتبات ومعاشات منذ 2023

النورس نيوز

أزمة التعليم تتعمّق… آلاف المعلمين بلا مرتبات ومعاشات منذ 2023

 

النورس نيوز _ تتفاقم أزمة قطاع التعليم في السودان بشكل غير مسبوق، بعد إعلان لجنة المعلمين السودانيين عن واقع صادم يعيشه آلاف المعلمين والمعلمات منذ أكثر من عامين، إذ ما يزالون بلا مرتبات أو معاشات إثر إحالتهم إلى التقاعد منذ عام 2023، دون حصولهم على أي من حقوقهم القانونية المستحقة، في ظل حرب شلت مفاصل الدولة وزادت من هشاشة الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

وقالت اللجنة في بيانها الصادر يوم السبت 15 نوفمبر 2025، إن وضع المعلمين الذين خدموا البلاد لعقود طويلة أصبح “كارثياً بكل المقاييس”، مؤكدة أن عدداً كبيراً منهم أُحيل إلى المعاش بصورة مفاجئة وبلا ترتيبات تحميهم من تبعات الأزمة. وأوضحت أن بعضهم قضى ثلاثين عامًا أو أكثر في التدريس وتخريج الأجيال، ليجد نفسه اليوم عاجزًا عن توفير احتياجاته الأساسية من الغذاء والدواء والمسكن، نتيجة توقف المرتبات وغياب الدعم الرسمي.

 

 

 

وشدد البيان على أن تجاهل الجهات الحكومية المعنية—وفي مقدمتها وزارة المالية وديوان المعاشات—قد أدى إلى انهيار الأوضاع المعيشية لشريحة واسعة من المعلمين، في الوقت الذي تعاني فيه البلاد أصلًا من ارتفاع معدلات البطالة وتراجع القدرة الشرائية وانهيار الخدمات. واتهمت اللجنة الدولة باتباع “سياسة التجاهل المؤسسي” تجاه ملف حقوق المعلمين، الأمر الذي أدى، بحسب وصفها، إلى “أسوأ أزمة تطال المهنة منذ عقود”.

وطالبت اللجنة بصرف جميع المستحقات المالية المتأخرة وبأثر رجعي منذ تاريخ الإحالة إلى المعاش، إلى جانب وضع جدول واضح وعلني لمواعيد الصرف، بما يضمن الشفافية ويضع حدًا لحالة الترقب والقلق التي يعيشها آلاف الأسر. كما شددت على ضرورة الالتزام الكامل بتطبيق قرار “معاش المثل” الذي انتزعته خلال عامي 2021 و2022، لكنه ظل حبيس الأدراج دون تنفيذ فعلي.

 

 

 

 

وتطرقت اللجنة إلى المعلمين المرضى وكبار السن الذين يعيشون ظروفًا مأساوية، مطالبة بتوفير دعم صحي وإنساني عاجل لهم، خاصة في المناطق التي تفتقر إلى الخدمات الطبية الأساسية. وأكدت أن إحالة أي معلم إلى التقاعد دون استيفاء حقوقه يُعد “تعديًا صريحًا على القانون وتجاهلًا لكرامة الإنسان ومعنى مهنته”.

وحذّرت اللجنة من التأثيرات الكارثية لهذه الأزمة على مستقبل التعليم في البلاد، إذ أدى توقف الرواتب واستمرار الحرب إلى خروج أعداد كبيرة من الكوادر التربوية من الخدمة، وانهيار العملية التعليمية في العديد من الولايات. وأضافت أن الصراع بين الجيش والدعم السريع منذ أبريل 2023 دمّر المدارس، وشرد آلاف الطلاب والمعلمين، وجعل استمرارية التعليم تحديًا شبه مستحيل دون تدخل عاجل.

وفي ختام بيانها، دعت اللجنة إلى إطلاق حملة مجتمعية واسعة لدعم المعلمين المتضررين، مؤكدة أنها لن تتراجع عن المطالبة بحقوقهم حتى تتم استعادة ما فقدوه، وإعادة الاعتبار لهذه المهنة التي وصفتها بأنها “عماد بناء الوطن وحارسة وعيه”.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى