
توقيف شخصية دينية بارزة في السودان والسبب يثير الجدل
ود مدني – النورس نيوز
شهدت ولاية الجزيرة تطوراً مثيراً بعد أن أقدمت السلطات الأمنية على توقيف الأمين العام لهيئة علماء السودان بالولاية، ووضعه قيد الاحتجاز في حراسة القسم الجنوبي بمدينة ود مدني، تمهيداً لنقله إلى ولاية البحر الأحمر للتحقيق معه في بلاغ جنائي يتعلق بمحتوى إلكتروني.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن البلاغ مفتوح لدى نيابة جرائم المعلوماتية، في إطار تحقيقات تجريها الجهات العدلية حول منشورات إلكترونية يُشتبه في مخالفتها للقوانين المنظمة للنشر الإلكتروني، وذلك ضمن تطبيق صارم لقانون جرائم المعلوماتية الذي بدأت السلطات في تفعيله على نطاق واسع مؤخراً.
وأوضحت المصادر أن توقيف الأمين العام جاء بناءً على أوامر قانونية، وأن العملية تمت بسلاسة ودون أي مقاومة، وسط متابعة دقيقة من الأجهزة القضائية والأمنية التي تراقب تطورات الملف لحظة بلحظة.
ولم تصدر هيئة علماء السودان حتى الآن أي تعليق رسمي على الحادثة، ما فتح الباب أمام تساؤلات عديدة في الأوساط الدينية والسياسية حول طبيعة المحتوى الذي أدى إلى هذا الإجراء القانوني، خاصة وأن الهيئة تعد من أبرز الكيانات الدينية في البلاد، وغالباً ما تعبر عن مواقفها تجاه القضايا العامة عبر بيانات رسمية.
وتأتي هذه الخطوة في إطار توجه حكومي واضح نحو تشديد الرقابة على المحتوى الرقمي ومكافحة الانتهاكات الإلكترونية التي تُنشر عبر منصات التواصل الاجتماعي، في وقت تؤكد فيه السلطات حرصها على ضبط الخطاب العام ومنع استخدام الفضاء الإلكتروني في التحريض أو نشر الأخبار المضللة.
وبحسب مراقبين، فإن هذه القضية قد تفتح نقاشاً واسعاً حول حدود حرية التعبير في السودان، والفصل بين ما يُعتبر “رأياً عاماً” وما يُصنَّف قانونياً كـ“جريمة معلوماتية”، في ظل تصاعد الجدل حول تطبيق القانون على الشخصيات العامة والمؤسسات الدينية.
ويُذكر أن وزارة العدل كانت قد أصدرت في وقت سابق توجيهات بتفعيل قانون جرائم المعلوماتية لعام 2020، بهدف مواجهة ما وصفته بـ“الانفلات الإلكتروني” وضمان احترام القوانين في الفضاء الرقمي، مع التأكيد على أن الإجراءات تتم وفق أسس قانونية تحفظ الحقوق وتمنع التجاوزات.
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لا تزال القضية قيد التحقيق، وسط اهتمام واسع من الرأي العام ومتابعة حثيثة من وسائل الإعلام المحلية والدولية، لما تمثله من سابقة قانونية تتعلق بشخصية دينية بارزة في السودان.










