تحرك روسي لافت وتعليق حاد على تهديدات حميدتي تجاه بورتسودان
النورس نيوز – في مشهد دبلوماسي اتخذ نبرة باردة تشبه زجاج شتاء الساحل الشرقي، خرج السفير الروسي في السودان أندريه تشيرنوفول بتصريحات قللت من الجلبة التي أطلقتها قوات الدعم السريع حول نيتها الوصول إلى مدينة بورتسودان، مؤكداً أن ما يُتداول لا يتجاوز دائرة الدعاية التي تولد صوتاً أكثر مما تصنع واقعاً.
السفير، الذي تحدث عبر وكالة سبوتنيك، وضع خطوطاً واضحة حول قدرات المليشيا، مشيراً إلى أنها قد تتمكن من تنفيذ هجمات محدودة على الخرطوم بسبب وجودها في مناطق داخل كردفان، لكنه شدد على أن الحديث عن السيطرة على بورتسودان لا يستند إلى أي معطى يمكن البناء عليه. ووصف التصريحات بأنها محاولة لصناعة وهج إعلامي بلا أقدام، وأن مثل هذه الخطابات لا تمهد لطريق تفاوضي ولا تسهم في خلق بيئة تساعد على حل الأزمة السودانية المتشابكة.
وتأتي هذه الرسالة الروسية في توقيت بالغ الحساسية، حيث تتسارع الجهود الإقليمية والدولية لرسم مسارات جديدة لإطفاء الحريق الممتد منذ شهور داخل السودان، بينما تستمر قوات الدعم السريع في إطلاق إشارات سياسية وعسكرية تحمل رسائل متعددة الاتجاهات، لكنها لم تغير حتى الآن في الصورة الميدانية على الأرض.
ويقرّ دبلوماسيون أن بورتسودان، باعتبارها المقر المؤقت للحكومة وميناء البلاد الرئيسي، تحمل وزناً استراتيجياً يجعل أي تهديدات بشأنها تخضع لتدقيق شديد. وهذا ما جعل التصريح الروسي يُقرأ كإشارة تهدئة، ونفي عملي لإمكانية تغيير قواعد الاشتباك في الشرق خلال المدى القريب.
وفي ظل تصاعد التوترات في الفاشر وامتداد المواجهات في غرب كردفان، تبدو تصريحات موسكو محاولة لإعادة الأمور إلى مربّع القراءة الواقعية للمعادلة العسكرية، في وقت لا تزال فيه الأطراف السودانية غارقة في مسارات سياسية متعثرة واتصالات إقليمية تحاول التقاط الخيط المتبقي من طريق السلام.
