
وزير الموارد يكشف أرقاماً كارثية عن الوضع المعيشي في السودان
متابعات – النورس نيوز – كشفت وكالة السودان للأنباء (سونا) خلال مؤتمرها التنويري الـ41، الذي عقد في بورتسودان، عن أرقام صادمة تؤكد ارتفاع نسبة الفقر في السودان إلى 71%، ما يعكس تداعيات الحرب والأزمات الاقتصادية. جاء ذلك في حديث وزير الموارد البشرية والرعاية الاجتماعية، د. معتصم آدم صالح، الذي قدم صورة قاتمة للواقع المعيشي في السودان بحضور إعلاميين وممثلين عن المجتمع المدني.
أوضح وزير الموارد البشرية أن الحرب ساهمت بشكل رئيسي في زيادة نسبة الفقر من 21% إلى 71%، حيث يعيش حوالي 23 مليون مواطن تحت خط الفقر. وقد أكد أن هذه الأرقام تعكس حجم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي يواجهها السودان، مشيرا إلى الحاجة الملحة لتكاتف الجهود الحكومية والمجتمعية للحد من آثار الأزمة.
وأعلن الوزير عن خطط الوزارة لمكافحة الفقر وتحسين الظروف المعيشية، مؤكداً التزام الوزارة بتنفيذ برامج تنموية تركز على الشباب والمرأة و الطفولة. وأشار إلى تنفيذ مشاريع تنموية في عدة ولايات سودانية، بما في ذلك الخرطوم، القضارف، كسلا، الجزيرة، النيل الأبيض، سنار، وشمال كردفان، والتي شملت إنشاء 9 مراكز صحية نموذجية و 6 مخيمات وقوافل علاجية استفاد منها 180 ألف مواطن.
وتحدث الوزير عن أهمية التمويل الأصغر وتشجيع المشروعات الصغيرة و ريادة الأعمال كوسائل رئيسية للحد من الفقر وخلق فرص عمل، بما يتماشى مع خطة الحكومة في توفير التحول الرقمي ضمن مشروع المائة يوم الذي أطلقته حكومة الأمل.
من جهة أخرى، تناول الوزير التحديات الأمنية في بعض المناطق، حيث حذر من جرائم مليشيا الدعم السريع في الفاشر، واصفاً الوضع بـ”الكارثة الإنسانية”. وأكد أن الحكومة ستعمل على محاسبة المسؤولين عن الانتهاكات الإنسانية وتحقيق العدالة للضحايا.
كما أكد على أن هناك نحو 50 ألف نازح في حاجة ماسة للدعم الاجتماعي العاجل، مع ضرورة إعداد سجل اجتماعي موحد لضمان تقديم خدمات عادلة لجميع المواطنين.
وأشار الوزير إلى أن تمكين المرأة و دعم الأسر، خاصة المعاشيين، ستكون من أولويات خطة الوزارة للعام 2026. كما تحدث عن البرامج المتعلقة بـ التغذية المدرسية و التأمين الصحي، موضحاً أن الوزارة تهدف إلى إدخال 300 ألف أسرة في مظلة التأمين الصحي وتوسيع برامج العودة الطوعية للمواطنين النازحين.
كان المؤتمر فرصة مهمة لتبادل الآراء بين الإعلاميين والمجتمع المدني حول كيفية مواجهة تحديات الفقر وتعزيز البرامج الاجتماعية. حيث أكد المشاركون أن الإعلام التنويري له دور محوري في رفع الوعي المجتمعي وتحفيز العمل الجماعي في مواجهة الأزمة الاقتصادية.
واختتم الوزير المؤتمر بتأكيد التزام الوزارة على تنفيذ شعار الحكومة في المجال الاجتماعي: “المواطن أولاً”، مشدداً على أن الوزارة ستستمر في العمل لتقديم خدمات الرعاية الاجتماعية رغم الظروف الصعبة التي يمر بها البلاد.











