سر لا يعرفه كثيرون.. لماذا لا تصعق الطائرات وهي تطير داخل الغيوم المليئة بالبرق؟
النورس نيوز – منوعات
رغم أن الغيوم التي تخترقها الطائرات أثناء العواصف تكون مشبعة بالكهرباء الساكنة وتحمل شحنات كافية لإطلاق ومضات البرق المدمّرة، إلا أن الطائرات تواصل التحليق وسطها بأمان تام دون أن تصعق أو تتكهرب، فما السر وراء ذلك؟
الجواب المذهل يكمن في عبقرية التصميم الهندسي للطائرات الحديثة، حيث تُبنى هياكلها من مواد موصلة مثل الألمنيوم وألياف الكربون المعالجة، لتتحول عمليًا إلى ما يشبه “قفص فاراداي” — وهو درع كهربائي طبيعي يمنع دخول الشحنات إلى داخل المقصورة.
وعندما تلامس الطائرة سحابة مشحونة أو تتعرض لضربة برق مباشرة، تنتشر الشحنة على سطحها الخارجي بسرعة البرق، ثم تتجه نحو نهايات الأجنحة والذيل لتتبدد في الهواء عبر أدوات صغيرة تُعرف باسم أشرطة التفريغ الكهربائي (Static Dischargers).
هذه الأشرطة الدقيقة تعمل كصمامات أمان، تسحب الكهرباء الزائدة وتطلقها تدريجيًا إلى الجو، ما يمنع تراكم الشحنات أو انتقالها إلى الأنظمة الإلكترونية داخل الطائرة.
حتى عند تعرض الطائرة لصاعقة برق مباشرة — وهو أمر يحدث بالفعل عدة مرات سنويًا — فإن الشحنة تمر عبر السطح المعدني وتخرج من طرف آخر دون أي تأثير على الركاب أو الأجهزة، لأن الإلكترونات تسلك أقصر طريق على الخارج، لا إلى الداخل.
ولهذا السبب، يظل الركاب في مقاعدهم هادئين، لا يشعرون بشيء، بينما تتعامل التكنولوجيا بهدوء مع ظاهرة لطالما أرعبت الإنسان عبر التاريخ.
الخلاصة أن الطائرة ليست مجرد وسيلة نقل في السماء، بل هي درع كهربائي متكامل التصميم، يجعلها تمر بين الغيوم المشحونة وكأنها «تتراقص وسط البرق» دون أن تمسها الصعقة!











