الوضع العملياتي في الفاشر اليوم
النورس نيوز – الفاشر
تجددت المعارك العنيفة صباح اليوم في مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، بين القوات المسلحة السودانية ومليشيا الدعم السريع، في ظل تصاعد العمليات العسكرية حول مطار المدينة والمناطق الغربية منها.
وقالت لجان مقاومة الفاشر في بيان على صفحتها الرسمية بمنصة فيسبوك، إن مليشيا الدعم السريع شنت قصفًا مكثفًا على منطقة “درجة أولى” ومواقع المدفعية في محيط المطار، مما تسبب في حالة ذعر وسط السكان. ودعت اللجان المواطنين إلى مغادرة المدينة عبر الناحية الشمالية الغربية (قرني)، وتجنب الأحياء التي تشهد اشتباكات مباشرة بين الطرفين.
ووفقًا لمصادر ميدانية تحدثت إلى النورس نيوز، فقد استخدمت القوات المتحاربة الأسلحة الثقيلة والطائرات المسيّرة خلال الساعات الماضية، ما أدى إلى اندلاع حرائق في مناطق مدنية قريبة من المقرات العسكرية، وسط مخاوف من تدهور الوضع الإنساني بسبب استمرار الحصار المفروض على المدينة منذ أشهر.
وكانت تقارير متطابقة قد أفادت بأن الجيش السوداني انسحب من مقر الفرقة السادسة مشاة عقب معارك عنيفة مع قوات الدعم السريع، بينما أكدت مصادر عسكرية أن الانسحاب مؤقت ويأتي في إطار خطة لإعادة الانتشار وتنظيم الدفاعات حول المدينة.
وفي المقابل، أعلن القائد الميداني مصطفى سعد الله تمبور، أحد أبرز قادة القوات المساندة للجيش، أن قواته تمكنت من تأمين المحور الشمالي بالكامل ومنع أي اختراقات من جانب المليشيا، مؤكداً أن المقاتلين في مواقعهم بثقة عالية وروح معنوية مرتفعة.
وقال تمبور في تصريح صحفي لـ النورس نيوز:
“معركة الفاشر ليست معركة موقع فقط، بل معركة كرامة وصمود… لن نغادر مواقعنا إلا بعد النصر الكامل.”
وأضاف أن العمليات الميدانية تجري بتنسيق مباشر مع القيادة العامة للقوات المسلحة، مشيرًا إلى أن المرحلة القادمة ستشهد تعزيز الدفاعات وإغلاق المحاور الشرقية والغربية لمنع أي تحرك معادٍ نحو المدينة.
وتعد الفاشر آخر مركز إداري رئيسي ما زال تحت سيطرة الحكومة في إقليم دارفور، مما يمنحها أهمية استراتيجية وعسكرية كبرى للطرفين المتحاربين، إذ تمثل عقدة طرق رئيسية تربط الشمال بالغرب وممراً حيوياً للإمدادات الإنسانية والعسكرية.
في الأثناء، دعت منظمات إنسانية إلى فتح ممرات آمنة للمدنيين الذين يحاولون الفرار من المدينة باتجاه المناطق الريفية، وسط تزايد القلق من كارثة إنسانية محتملة مع استمرار انقطاع الخدمات الأساسية ونفاد الإمدادات الطبية والغذائية.
