طائرة بدر تقل البرهان من مطار الخرطوم إلى هذه الوجهة

طائرة بدر تقل البرهان من مطار الخرطوم إلى هذه الوجهة

الخرطوم – النورس نيوز
شهد صباح اليوم مطار الخرطوم الدولي انطلاقة جديدة بعد أشهر من العمل المحدود، حيث أقلعت طائرة تابعة لشركة بدر للطيران متجهة إلى مدينة بورتسودان وعلى متنها رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان، في خطوة وُصفت بأنها مؤشر قوي على انتظام الحركة الجوية الداخلية واستعادة التنسيق المؤسسي بين أجهزة الدولة بعد عامين من الحرب.

وأكدت مصادر ملاحية لـ«نبض السودان» أن الرحلة انطلقت في أجواء طبيعية ومنظمة، وسط ترتيبات أمنية مشددة داخل المطار ومحيطه، في دلالة واضحة على أن الخرطوم باتت تشهد استقراراً ميدانياً نسبياً سمح بعودة التشغيل التدريجي للمطار، الذي ظل مغلقًا لفترات طويلة بسبب العمليات العسكرية التي دارت بالقرب منه.

دلالات سياسية وميدانية للرحلة

ترى مصادر مراقبة أن هذه الرحلة تحمل رسائل سياسية بالغة الدلالة، إذ تعكس استمرار رئيس مجلس السيادة في ممارسة مهامه من العاصمتين الخرطوم وبورتسودان، بما يؤكد وحدة مؤسسات الدولة وفاعليتها رغم الظروف الأمنية الصعبة.
ووصفت أوساط مقربة من مجلس السيادة الرحلة بأنها جزء من جهود البرهان لـ “إعادة بناء مؤسسات الدولة من الداخل”، والتأكيد على أن الحكومة الشرعية ما تزال تدير شؤون البلاد من أراضيها دون تأثر بمحاولات المليشيا لإحداث فوضى أو تعطيل.

عودة الملاحة الجوية بين الخرطوم وبورتسودان

وتأتي الرحلة لتشير بوضوح إلى أن شركة بدر للطيران تواصل أداء دورها الوطني في ربط المدن السودانية، وتثبيت التواصل بين المراكز السيادية والإدارية في الدولة. كما تُعد الرحلة إشارة عملية إلى انتظام الحركة الجوية بين الخرطوم وبورتسودان، بعد أشهر من الانقطاع الذي فرضته الظروف الميدانية وتعطّل البنية التحتية للطيران المدني.

ويرى خبراء الطيران أن عودة الرحلات الداخلية المنتظمة تمثل نقلة مهمة في مسار استعادة الثقة بقطاع الطيران الوطني، وتهيئة المناخ لعودة الرحلات الدولية تدريجياً، خاصة بعد الخطوات الفنية الأخيرة لإعادة تأهيل المدارج وأبراج المراقبة في مطار الخرطوم.

رمزية وطنية

وتحمل الرحلة، التي جرت بهدوء ودون أي حوادث أمنية، رمزية وطنية خاصة؛ فهي تأتي بعد أقل من 24 ساعة على إعلان السلطات استئناف النشاط التجاري المحدود في المطار، ما يشير إلى بداية مرحلة جديدة من التعافي الإداري والاقتصادي في العاصمة.
كما اعتبر مراقبون أن تحرك البرهان عبر شركة وطنية مثل بدر للطيران يحمل دلالة على الثقة في المؤسسات المحلية وقدرتها على أداء دورها رغم التحديات.

وبحسب مصادر متطابقة، فإن جدول تحركات رئيس مجلس السيادة يتضمن لقاءات مكثفة في بورتسودان لمتابعة ملفات الأمن والخدمات، إلى جانب اجتماعات مع قيادات القوات المسلحة، في إطار خطة تنسيقية تستهدف توحيد العمل الميداني والإداري بين الجبهتين الشرقية والوسطى.

وتشير هذه الخطوة إلى أن الدولة تمضي بثبات نحو استعادة مؤسساتها السيادية والخدمية، في مواجهة محاولات المليشيا التي تسعى لفرض واقع ميداني عبر الفوضى واستهداف البنية التحتية الحيوية، وعلى رأسها مطار الخرطوم الدولي.