أخبار

فضيحة صحية في ودمدني بمطعم

النورس نيوز

فضيحة صحية في ودمدني بمطعم 

النورس نيوز – ودمدني
أثارت صور متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي صدمة واسعة في السودان بعد أن كشفت استخدام مطعم بمدينة ودمدني براميل تحتوي على مركب “سيانيد الصوديوم” شديد السمية كمغاسل للأيدي وبالقرب من أواني الطعام والشراب، في واقعة وصفتها الأوساط الصحية بـ”الكارثة البيئية والإنسانية الخطيرة”.

وقال بروفيسور إيهاب السر محمد إلياس، أستاذ المبيدات والسموم بجامعة الجزيرة، إن الصور المنتشرة تؤكد أن البراميل المستخدمة بالمطعم تخص مادة “سيانيد الصوديوم NaCN”، وهو مركب قاتل بنسبة تركيز بلغت 98%، وهي نسبة وصفها بأنها “مميتة وتستوجب الإعدام الفوري لأي كائن يتعرض لها”.

ماهية المركب واستخداماته الخطرة

وأوضح البروفيسور إيهاب أن مادة “سيانيد الصوديوم” شديدة الذوبان في الماء ولها رائحة تشبه اللوز المر، وتُستخدم عادة في استخلاص الذهب والفضة من الخام داخل المناجم، كما تدخل في صناعة المبيدات الحشرية والورق والبلاستيك. وأضاف أن تعرض الإنسان لها عبر الابتلاع أو الاستنشاق يؤدي إلى تسمم حاد أو مزمن، لأنها تعيق تنفس الخلايا وتوقف إنتاج الطاقة داخل الجسم.

آلية التسمم وأعراضه

وبيّن الخبير أن المركب يتداخل في الدورة الأيضية داخل الجسم، ويثبط إنزيمات “السيتوكروم أوكسيديز” المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى الخلايا، مما يؤدي إلى اختناق داخلي على المستوى الخلوي وتراكم حمض اللاكتيك، فيتوقف إنتاج الطاقة نهائياً. وأشار إلى أن الأعراض تبدأ بـالغثيان وضيق التنفس وفقدان الوعي، وقد تتطور سريعاً إلى تلف الدماغ والقلب والكلى والوفاة خلال دقائق إذا لم يتم التدخل العلاجي العاجل.

طرق العلاج والتعامل السريع

ودعا البروفيسور إلى استخدام الأوكسجين بتركيزات عالية عند الاشتباه في حالات التسمم، بجانب العلاج بـ”الهيدروكسو كوبالامين” الذي يحوّل أيونات السيانيد السامة إلى فيتامين B12، مشدداً على ضرورة نقل المصابين فوراً إلى المستشفى وعدم التعامل العشوائي مع المادة.

تحذير عاجل للسلطات

ووجّه أستاذ السموم نداءً عاجلاً للجهات الصحية والبيئية في ولاية الجزيرة للتدخل الفوري وسحب المادة من محيط المطعم وإغلاقه والتحقيق مع المسؤولين عنه، مؤكداً أن مجرد وجود هذه البراميل بالقرب من الأطعمة والمشروبات يشكل تهديداً مباشراً لحياة المواطنين.

وحذر من أن مثل هذه الحالات تمثل “ناقوس خطر” يستدعي إعادة الرقابة الصارمة على المنشآت الغذائية في كل الولايات، مطالباً بتكثيف حملات التفتيش وتوعية المواطنين بعدم استخدام أي أدوات أو أوعية سبق أن استُعملت في حفظ مواد كيميائية أو صناعية.

القضية أثارت غضباً واسعاً بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين طالبوا بمحاسبة كل من يقف وراء الإهمال الذي كاد أن يودي بحياة العشرات، وسط دعوات لتطبيق أقصى العقوبات بحق المطعم المعني وكل من يثبت تورطه في استخدام المواد السامة في بيئة غذائية.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى