عودة التجاني الماحي خطوة مهمة لمواجهة الآثار النفسية للحرب
الخرطوم – النورس نيوز – بدأ مستشفى التجاني الماحي للطب النفسي في أم درمان خطوات عملية لإعادة تشغيل العيادات المتوقفة منذ عامين، بعد أن عطلت الحرب الخدمات الصحية والنفسية في البلاد. وتشمل الخطة تعيين اختصاصيين واستشاريين لإحياء دور المستشفى المرجعي في علاج الاضطرابات النفسية.
ونجد أن البلاد تشهد ارتفاعاً حاداً في حالات الصدمة والانهيار النفسي، خصوصاً بين النساء والأطفال في المناطق المتأثرة بالنزاع. ويؤكد خبراء أن نقص الكوادر المؤهلة لمعالجة الصدمات يمثل تحدياً كبيراً أمام جهود التعافي النفسي والاجتماعي.
أوضحت الدكتورة مي محمد يوسف، مديرة المستشفى، أن المنطقة المحيطة بالمستشفى تحولت إلى نقطة ارتكاز مسلحة، ما تسبب في حرائق وتلف البنية التحتية والمحول الكهربائي. رغم ذلك، تمكن الفريق الطبي من استرجاع ملفات المرضى وإعادة تشغيل بعض الأقسام تدريجيا. كما تم رصد أكثر من ٣ آلاف حالة إدمان بمخدر “الآيس” خلال الفترة الماضية.
وأكدت مصادر طبية أن وزارة الصحة بولاية الخرطوم تعهدت بدعم عملية إعادة التأهيل وتوفير الموارد لاستئناف العمل بكامل الطاقة، ضمن جهود إعادة بناء المنظومة الصحية المتضررة من الحرب.
جدير بالذكر ان مدن مثل عطبرة ووادي حلفا تشهد زيادة مقلقة في أعداد المصابين بأمراض نفسية والمشردين، ما يعكس الآثار العميقة للحرب على الصحة العقلية والمجتمع. ويطالب المواطنون بتدخل عاجل لاحتواء الأزمة.
رغم تفاقم الأزمة، لا توجد قاعدة بيانات دقيقة لتوثيق أعداد المرضى والمشردين منذ اندلاع الحرب، ما يعقد التخطيط ووضع حلول مستدامة. ويدعو خبراء الصحة النفسية إلى مسح وطني شامل لتحديد حجم الظاهرة ووضع سياسات علاجية طويلة الأمد.
