
طرق جوية سرية تربط مطارات إقليمية بالصراع السوداني
النورس نيوز– كشفت تقارير مفتوحة المصدر عن شبكة معقدة من الرحلات الجوية التي تمر عبر مطارات في الصومال وليبيا، قبل أن تنتهي وجهتها داخل السودان، وسط شبهات حول استخدامها كقنوات إمداد للصراع الدائر منذ أكثر من عامين.
وبحسب بيانات تتبع حركة الطيران التي حللها الخبير الدولي في مراقبة الرحلات “ريتش تيد”، فقد تم تسجيل ما لا يقل عن 58 رحلة عبر مطار بوصاصو في إقليم بونتلاند بالصومال خلال شهر سبتمبر 2025. اللافت أن جزءاً من هذه الرحلات أعيد توجيهه نحو شرق ليبيا، وبالتحديد إلى مطار الكفرة القريب من الحدود السودانية والمصرية، حيث يُعتقد أن شحنات ومعدات عسكرية قد وجدت طريقها إلى الداخل السوداني.
التقارير تشير إلى أن نمط هذه الرحلات لم يكن عشوائياً، بل اتسم بالتنظيم، إذ يتم تفريغ الطائرات في مطار بوصاصو، ثم إعادة تحميل الشحنات على رحلات متجهة نحو ليبيا، قبل أن تصل في النهاية إلى الأراضي السودانية عبر ممرات جوية غير اعتيادية.
ويرى مراقبون أن هذه البيانات تفتح الباب أمام أسئلة جديدة حول الجهات المستفيدة من استمرار تدفق الإمدادات عبر مطارات تبعد آلاف الكيلومترات عن الخرطوم، وهو ما قد يفسر إطالة أمد الحرب وتعقيد جهود الوصول إلى تسوية سياسية.
منظمات حقوقية دولية كانت قد شددت مؤخراً على ضرورة مراقبة حركة الطيران بشكل أكثر صرامة، محذرة من أن أي عمليات تهريب أو إمداد عابر للحدود تعني منح أطراف النزاع قدرة إضافية على الاستمرار في العمليات العسكرية.
ويعتبر محللون أن معالجة الأزمة السودانية لا يمكن أن تتم عبر الحوار السياسي وحده، بل تحتاج أيضاً إلى كبح مسارات الإمداد التي تمنح النزاع نفساً أطول وتزيد من معاناة المدنيين العالقين في دوامة الحرب.











