عبدالحي يوسف… الرقية الشرعية وضوابطها للمسلمين
الخرطوم – النورس نيوز _ أكد الشيخ عبدالحي يوسف، أن الرقية الشرعية للمريض عمل مشروع، وقد مارسه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، مستدلاً بحديثه الشريف: “من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل”. وأوضح الشيخ أن الرقية تراعى فيها مجموعة من الضوابط الشرعية، تشمل عدة نقاط أساسية:
أولاً: أن يكون هدف الراقي نيل رضا الله ونفع إخوانه، وليس جمع الأموال بفرض مبالغ كبيرة، مع جواز أخذ أجر معقول دون مبالغة، استنادًا إلى ما ورد في صحيح البخاري ومسلم حول جواز الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار. واستشهد الشيخ بقصة صحابة النبي الذين رقوا شخصًا مسمومًا مقابل جزية عادلة، مؤكداً مشروعية أخذ الأجر مقابل تقديم الرقية وفق ضوابط الشرع.
ثانياً: ضرورة مراقبة الراقي لنفسه ونيته باستمرار، لتجنب الغرض من الرقية أن يكون الشهرة أو المطالبة بالمكاسب الدنيوية.
ثالثاً: أن تكون الرقية مستندة إلى آيات القرآن الكريم والأدعية النبوية، وألا تُستخدم ألفاظ غامضة أو موهمة، تماشيًا مع توجيه النبي صلى الله عليه وسلم: “لا بأس بالرقى ما لم تكن شركًا”.
رابعاً: عدم المبالغة في طلب المال من الناس، والاكتفاء بأجر معقول، مع تذكر دعاء النبي في رفق المسؤولين: “اللهم من ولي من أمر أمتي شيئاً فرفق بهم فارفق به، ومن ولي من أمر أمتي شيئاً فشق عليهم فاشقق عليه”.
خامساً: التنويه بأن ما يُنطق به أثناء الرقية من جني أو ما يشاهده المصروع لا يجب أن يُعتبر حكماً شرعياً، وينبغي على الراقي توخي الحذر من الكذب والتحريش، تماشيًا مع قول النبي: “إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه يحرّش بينهم”، مستشهداً بآية: {إنَّما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء…}.
وأكد الشيخ أن الالتزام بهذه الضوابط يضمن للمسلم ممارسة الرقية الشرعية بطريقة آمنة ومشروعة، تصب في نفع المريض وراحة النفس.
