أخبار

السودانيون العالقون في سلطنة عمان.. وردنا الأن

متابعات _ النورس نيوز

السودانيون العالقون في سلطنة عمان.. وردنا الأن

متابعات _ النورس نيوز _ إسماعيل جبريل تيسو … تتفاقم معاناة مئات السودانيين العالقين في سلطنة عمان بعد أن ضاقت بهم السبل، ووجدوا أنفسهم في مواجهة أوضاع إنسانية بالغة التعقيد، حيث اضطر العديد منهم إلى صرف كامل مدخراتهم، دون أن يتمكنوا من الحصول على فرص عمل أو تسوية أوضاعهم القانونية، في ظل تعقيدات التأشيرات وصعوبة الحصول على الإقامات الرسمية.

فمنذ اندلاع الحرب في السودان، لجأ كثير من المواطنين إلى دول الجوار ودول الخليج هربًا من أهوال الصراع، وكان من بينهم من قصد سلطنة عمان بحثًا عن ملاذ آمن ومستقبل جديد، لكن ما واجهوه هناك من ظروف صعبة فاق كل التوقعات. ومع اقتراب نهاية مهلة تصحيح الأوضاع المقررة في 30 يوليو الجاري، أصبح المئات من السودانيين مهددين بالاعتقال أو الترحيل، بما في ذلك الأسر والأطفال وكبار السن.

مصادر ميدانية من داخل السلطنة أكدت أن بعض العائلات باتت تقف على حافة التشرد، في ظل العجز عن سداد الإيجارات وفواتير الماء والكهرباء، فيما لجأت أخرى إلى التوسل عبر منصات التواصل الاجتماعي، في مشاهد تعكس مدى الانهيار الذي يعيشه هؤلاء المواطنون بعد أن تركوا خلفهم كل شيء، دون أن يجدوا سندًا من الجهات الرسمية.

وفي مواجهة هذا الواقع القاسي، برزت مبادرات إنسانية قادها أفراد من أبناء الجالية السودانية المقيمين في سلطنة عمان، في محاولة للتخفيف من معاناة العالقين، حيث أطلقت دكتورة رندا مبادرة “ريال الجمعة” لدعم مرضى الفشل الكلوي عبر جمع التبرعات الأسبوعية وتحويلها مباشرة لحسابات المستشفيات، بينما قاد الأستاذ مزمل محمد نصر مبادرة “تكاتف” لتوزيع الخضروات على الأسر المتعففة، إضافة إلى مبادرات أخرى كـ”الصندوق الخيري”، و”شباب من أجل الجالية”، و”النفرة السودانية” التي أبرزت روح التكافل السوداني رغم ضيق ذات اليد.

ورغم هذه الجهود، فإن الحاجة ما تزال تفوق المتاح، خاصة مع تفاقم الوضع الصحي لعدد من مرضى الفشل الكلوي الذين يفتقرون إلى الأموال اللازمة لجلسات الغسيل، في وقت تعجز فيه الأسر عن توفير الحد الأدنى من المتطلبات اليومية.

وفي جانب مشرق، وجدت مبادرة “العودة الطوعية” التي تقودها دكتورة سارة عبد العزيز تفاعلاً لافتًا من شركة الخطوط الجوية السودانية “سودانير”، والتي تجاوب مديرها كابتن مازن العوض مع نداءات العودة، ونجحت المبادرة في تأمين تذاكر سفر بأسعار مخفضة من مسقط إلى بورتسودان. وقد تم توجيه عدد من المخاطبات الرسمية لجهات حكومية في السودان، أبرزها وزارة المالية، ومنظومة الصناعات الدفاعية، واتحاد أصحاب العمل، في محاولة لتوفير دعم عاجل يعود بالنفع على أكبر عدد من العالقين.

وتؤكد إفادات القائمين على المبادرة أن أبرز العقبات تتمثل في ارتفاع أسعار التذاكر، وإغلاق تأشيرات العودة، إلى جانب أن معظم العالقين دخلوا السلطنة بتأشيرات زيارة لا تسمح لهم بالعمل، ما يجعلهم عرضة لمخالفة القانون المحلي، وبالتالي خطر التوقيف أو الترحيل في حال انقضاء مهلة التصحيح.

وفي ظل غياب خطة وطنية واضحة من قبل الدولة، تُناشد الجالية السودانية العالقة في سلطنة عمان الجهات الرسمية في السودان بالتدخل العاجل لإطلاق حملة إجلاء إنساني شاملة، تحفظ كرامة المواطنين وتقيهم خطر الانزلاق نحو المزيد من المعاناة، خاصة أن الأوضاع تزداد سوءًا مع اقتراب الموعد النهائي دون مؤشرات لحلول قريبة.

وبين غربة موحشة ومصير ضبابي، يقف هؤلاء السودانيون على حافة أزمة إنسانية جديدة، ربما لا تقل قسوة عن مآسي الحرب في وطنهم الأم. وعلى الدولة السودانية أن تتحمل مسؤولياتها تجاههم، فالحفاظ على كرامة المواطن لا يتجزأ، سواء داخل البلاد أو في الشتات.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى