متابعات _ النورس نيوز _ في تطور صادم لقضية تحطم طائرة الخطوط الجوية الهندية الشهر الماضي، كشفت التحقيقات الأولية أن مفاتيح التحكم في تدفق الوقود إلى محركات الطائرة كانت في وضع الإيقاف أثناء التحليق، ما أدى إلى توقف المحركات عن العمل مباشرة بعد الإقلاع، في حادث مأساوي أودى بحياة 260 شخصاً ونجاة راكب واحد فقط. وأفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” نقلاً عن مصادر أمريكية مطلعة، أن المحققين يركزون على سلوك الطيارين خلال الدقائق الحرجة قبل السقوط، مشيرة إلى عدم وجود عيوب ميكانيكية أو فنية في الطائرة من طراز بوينغ 787 دريملاينر، والتي تُعد من أحدث الطائرات وأكثرها تطوراً في العالم.
وتثير هذه النتائج تساؤلات حادة حول ما إذا كان إغلاق مفاتيح الوقود ناتجًا عن خطأ بشري جسيم، أو بفعل تخريبي لم تُكشف أبعاده بعد. وتُحقق السلطات فيما إذا حاول الطاقم تفعيل نظام الطاقة الاحتياطية المعروف باسم “توربين الهواء” الذي يُستخدم تلقائيًا عند توقف المحركات، دون جدوى. الطائرة المنكوبة سقطت فوق نُزل جامعي يؤوي طلاب طب، ما فاقم من هول الكارثة وحدّ من فرص الإنقاذ، فيما تُتابع السلطات الهندية العمل على إعداد تقرير أولي خلال أيام، وسط ترقب واسع للنتائج.
وفيما لم تُصدر الجهات الرسمية بيانًا قاطعًا حول السبب النهائي، أكد مسؤول الطيران المدني في الهند أن توقف محركين معًا بهذه الطريقة يعدّ أمراً نادراً للغاية، ويصعب تفسيره دون تحليل معمق للصندوق الأسود وكافة بيانات الرحلة. الطيارون الذين كانوا يقودون الطائرة يتمتعون بخبرة طويلة، حيث تجاوز قائد الرحلة عشر آلاف ساعة طيران، ما يزيد من تعقيد المشهد ويعزز فرضيات بوجود تدخل غير طبيعي.
من جانب آخر، يرى خبراء في الطيران أن الحادث قد يفتح الباب أمام ضغوط جديدة على شركة بوينغ الأمريكية، خاصة وأن الطراز المتضرر يُعد من الطائرات التي كانت تخلو حتى الآن من سجل حوادث كبير، مقارنة بطرازات أخرى مثل 737 ماكس. كما أن الحادث جاء في وقت تعمل فيه الخطوط الجوية الهندية على استعادة صورتها وسمعتها بعد سنوات من الأداء المتذبذب تحت الإدارة الحكومية. ويُنتظر أن تؤدي نتائج التحقيق إلى تأثيرات عابرة للحدود، ليس فقط على مستقبل شركة بوينغ، بل أيضًا على مسار تنظيمات السلامة الجوية عالميًا، في ظل بيئة متغيرة وتحديات أمنية متزايدة.











