الطاقة الذرية تُفاجئ السودانيين
متابعات _ النورس نيوز – 9 يوليو 2025 في خطوة مهمة تعكس الاهتمام الدولي بمعاناة مرضى السرطان في السودان، التقى وكيل وزارة الصحة الاتحادية الدكتور هيثم محمد إبراهيم، اليوم بالعاصمة النمساوية فيينا، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور رافائيل غروسي، وذلك بحضور السفير مجدي مفضل، مندوب السودان لدى المنظمات الدولية بالنمسا، والوفد السوداني المرافق.
اللقاء يأتي ضمن إطار التعاون الثنائي بين وزارة الصحة السودانية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، لبحث سبل دعم القطاع الصحي السوداني، خاصة في ما يتعلق بخدمات علاج الأورام، التي تأثرت بشكل بالغ بسبب الحرب الدائرة في البلاد. وقد استعرض وكيل الصحة خلال اللقاء الأوضاع الصحية المتردية في السودان، مسلطاً الضوء على التحديات الكبيرة التي تواجه مستشفيات الأورام، والضغوط التي يتعرض لها مرضى السرطان نتيجة توقف الخدمات العلاجية وتلف الأجهزة الأساسية.
وقدم الدكتور هيثم تقريراً حول نتائج الاجتماع الفني الذي عقدته الوزارة مع مسؤولي الوكالة خلال الفترة الماضية، والذي أفضى إلى اتفاق مبدئي بشأن تقديم دعم عاجل لإعادة تشغيل مركز ود مدني لعلاج الأورام، من خلال توفير أجهزة العلاج الإشعاعي، إلى جانب إرسال فرق فنية دولية لتقييم الوضع بمستشفيات الذرة في كل من الخرطوم وشندي، تمهيداً لاستعادة الخدمات الطبية فيها.
كما ناقش اللقاء الرؤية المستقبلية للحكومة السودانية لإنشاء ثلاثة مراكز متخصصة جديدة لعلاج الأورام، ضمن الخطة القومية الممتدة حتى عام 2030، وذلك في إطار مبادرة “أشعة الأمل” التي انضم إليها السودان منذ عام 2022، والتي تُعد أحد المشاريع الرائدة للوكالة في دعم البلدان المتأثرة بالنزاعات.
من جانبه، رحب مدير الوكالة الدكتور رافائيل غروسي بانضمام السودان لمبادرة “أشعة الأمل”، وأشاد بمستوى التنسيق القائم مع وزارة الصحة الاتحادية، مؤكداً التزام الوكالة بتقديم الدعم الفني واللوجستي اللازم لمساعدة السودان في إعادة تشغيل المرافق الطبية المتضررة.
وأكد غروسي استعداد الوكالة لتسهيل عمل الفرق الفنية الدولية، وتسريع الإجراءات المتعلقة بتقييم وضع المستشفيات، إضافة إلى تسريع آليات توفير الأجهزة الإشعاعية للعلاج، وتقديم البرامج التدريبية المتخصصة للكوادر السودانية، بما يسهم في رفع الكفاءة وتحسين فرص العلاج للمرضى.
ويأتي هذا اللقاء في وقت حرج تمر به البلاد، حيث تُكافح المؤسسات الصحية للحفاظ على الحد الأدنى من تقديم الخدمات، وسط دمار واسع طال البنية التحتية الطبية، الأمر الذي يجعل دعم المنظمات الدولية ضرورة قصوى لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، خاصة في مجال علاج الأورام الذي يرتبط ارتباطاً مباشراً بحياة آلاف المرضى في السودان.
