وباء يفتك بالسودانيين.. صور صادمة وتحذيرات من كارثة مع بداية الخريف

وباء يفتك بالسودانيين.. صور صادمة وتحذيرات من كارثة مع بداية الخريف

متابعات _ النورس نيوز  _ في وقتٍ يعيش فيه السودان واحدة من أسوأ أزماته الصحية والبيئية منذ اندلاع الحرب، تلوح في الأفق موجة جديدة من انتشار وباء قاتل وسط تحذيرات طبية متصاعدة، وتداول صور مروعة لجثث متعفنة في شوارع العاصمة وأقاليم متعددة. مصادر طبية وإنسانية أطلقت نداءات استغاثة مع ازدياد الإصابات بمرض معدٍ تتطابق أعراضه مع حالات الكوليرا، وسط انهيار تام للبنية التحتية ونقص حاد في خدمات الصرف الصحي والمياه النظيفة.

متطوعون في الخرطوم والجزيرة ودارفور أكدوا أنهم واجهوا صعوبة بالغة في دفن عشرات الجثث التي تُركت لأيام في العراء، مما فاقم خطر تفشي المرض، خاصة مع اقتراب موسم الخريف الذي عادةً ما يكون بيئة خصبة لانتشار الأوبئة. وأفاد الناشط الإنساني أحمد فاروق أن فرق الطوارئ دفنت مؤخرًا عددًا من الجثامين في جنوب أم درمان، وأرجع ذلك إلى التدهور المريع في الخدمات الصحية والمياه الملوثة التي تستهلكها آلاف الأسر يوميًا.

تقارير صادرة عن وزارة الصحة أشارت إلى أن نحو 328 مصدر مياه ثبت أنها غير صالحة للشرب من أصل 1,412 تم فحصها، ما يعزز المخاوف من انفجار وبائي في أية لحظة. وأوضحت مصادر مطلعة أن هناك مئات الجثث لا تزال تُكتشف بين حين وآخر، وسط صمت رسمي وتعتيم إعلامي، فيما تعاني الفرق الطبية من عراقيل ميدانية ولوجستية تعيق عملها في مناطق تحت سيطرة قوات الدعم السريع، مع استمرار انقطاع خدمات الإنترنت عبر الأقمار الصناعية،

مما يصعب من مهام التوثيق والإبلاغ عن الحالات. وزارة الصحة السودانية كانت قد أعلنت عن تسجيل ما يقارب 700 إصابة أسبوعيًا و172 وفاة خلال سبعة أيام فقط، بينما أكدت منظمة الصحة العالمية أن جميع ولايات السودان الـ18 باتت موبوءة، مشيرة إلى أن نحو 20 مليون شخص بحاجة إلى تدخل صحي عاجل. وفي ظل غياب الحلول، لا تزال الجثث تُدفن دون فحوص أو تعقيم كافٍ، في وقتٍ بدأت فيه الجهات الصحية بإنشاء مراكز طوارئ محدودة لمواجهة الأزمة، لكن قدرتها تبقى متواضعة مقارنة بحجم الكارثة.

وأكدت تقارير أن مستشفى بحري التعليمي سيعود للعمل قريبًا لدعم المجهودات الحالية. وفي مناطق مثل طويلة وجبل مرة، يعاني آلاف النازحين من أوضاع صحية كارثية، وسط هطول أمطار متزايد وغياب شبه كامل للخدمات، فيما دعا ناشطون ومنسقون إغاثيون المجتمع الدولي للتحرك العاجل قبل فوات الأوان.