العصيان المدني.. بين الرفض والقبول
الخرطوم: النورس نيوز
حركة ضعيفة وسط الخرطوم، أغلب شوارع العاصمة أغلقت صباحا استجابة لدعوة لجان المقاومة للعصيان المدني الذي بدأ اليوم وغداً، في إطار التصعيد الثوري لإسقاط الحكومة.
وسيلة مجربة
العصيان المدني من وسائل التعبير المنصوص عليها وفق القوانين الدولية، ووسيلة مجربة في إسقاط الحكومات الديكتاتورية، لكن إيمان المواطنين بالقضية يجعل العصيان ناجحا أو العكس.
في السودان انقسم الناس بين مؤيد للحكومة ومعارض لها، فالثوار يقومون بتتريس الطرق الرئيسية والداخلة لإجبار المواطنين على عدم الخروج من المنزل، فيما يعمل مناصرو الحكومة علي فتحها لإفشال العصيان.
لكن الثابت أن العصيان ينجح باقتناع الفرد بالخطوة، وليس إجباره عليها عبر التتريس مثلاً، فبعض الأسر اليوم منعت أبناءها من الذهاب إلى المدارس خوفا عليهم مما يمكن أن يصيبهم جراء العنف والعنف المضاد الذي يغطي على هذه الفترة من عمر الانتقالية، وبعض الموظفين لم يذهبوا إلى عملهم أما بأمر (التروس) أو رغبة منهم، لكنهم يتجولون في مناطقهم، وبعضهم استقل اليوم لزيارات اجتماعية، والمحصلة أن الشوارع بها مواطنين لم يذهبوا إلى عملهم وطلاب يلعبون كرة القدم بالميادين لم يذهبوا إلى مدارسهم.
فشل العصيان
بعض قيادات الميثاق الوطني أشارت في تصريح لـ(النورس نيوز) فشل العصيان في اليوم الأول، وقالوا إن اليوم شهد حركة معقولة بالعاصمة رغم أن بعض الشوارع مغلقة بأمر الثوار، ما يعني فشله، مؤكدا أنه لا يمكن أن يظل رب الأسر في منزله يومين وينظر إلى أبناءه جوعى.
مشيرين إلى أن العصيان لن ينجح لأن كثير من السودانيين يمتهنون أعمال هامشية، ويضطرون إلى الخروج من منازلهم للبحث عن لقمة العيش، وبقاءهم في المنزل يكون أمر صعب للغاية، خاصة في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة، ويجد الموظف والعامل نفسه مجبرا للخروج من المنزل للعمل.
القتل للثوار
العصيان المدني وحدة لن يسقط الحكومة، صحيح جرب قبل ذلك، لكن الآن الوضع مختلف، وخلال النظام السابق، والثلاث سنوات بعد ثورة ديسمبر، فقد المواطنين الثقة في الحكومات والأحزاب السياسية، حتى لجان المقاومة التي تقود الشارع الآن، يرى البعض أنها تدعو إلى عصيان في ظل ظروف اقتصادية صعبة بالتالي يمكن أن يلتزم الناس بجدولها التصعيدي، ويمتنع آخرون لأنهم وجود الحصيلة مزيد من القتل للثوار ولم يتم القبض على الجناة، كما أن الحكومة التي تقع عليها مسؤولية حماية المواطنين تتبرأ وتقول إن هناك طرف ثالث يقتل المتظاهرين، معتبرين أن هذه الجزئية من أساب قلة الحشود في المواكب في الفترة الأخيرة، فضلا عن أن بعض الأسر تمنع أبنائها من الخروج خوفا عليهم من مصير من سبقوهم من الشهداء.
فصل الموظفين
سبق أن أعلن تجمع المهنيين السودانيين عن عصيان مدني قبل تشكيل حكومة حمدوك الأولى، وكان ناجحاً إلى حد كبير، وقبل أن يتم تنفيذ العصيان استبق نائب رئيس المجلس العسكري الخطوة وهدد بفصل الموظفين الذين سيتغيبون عن العمل، ووجد التهديد رفضا كبيرا من المواطنين، واعتبروا الأمر انتهاك لحرية التعبير.
اختلاف الوسائل
العصيان المدني يكون ضمن عدد من الوسائل، لكن وحده لا يمكن أن يسقطها، ويمكن أن يكون مصدر قلق لها، مشيرا إلى أنه لا توجد قيادة متفق عليها لتقود الشارع، لافتا إلى أن لجان المقاومة من الأدوات المهمة في الحراك الثوري، لكن لا تستطيع أن تقود الشارع، فهي جسم أفقي، ومن الصعوبة أن يجتمع الناس حولها، لأنها تعاني اختلاف في الوسائل إلا سقط، لكن هدفها واحد وهو إسقاط الحكومة.