(قحت) ولجان المقاومة.. جدل التحالف الجديد
عقد شراكة لم يكتمل بعد، بين الحرية والتغيير ولجان المقاومة لهزيمه انقلاب ٢٥ اكتوبر الماضي ورفض اتفاق ٢١ نوفمبر بين رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك ، الذي اعتبرته مجموعة المجلس المركزي لقحت انه مثل شرعية للانقلاب او الاجراءات التصحيحية كما وصفها البرهان.
الخرطوم: النورس نيوز
سمعا وطاعة
الطرح الذي قدمه رئيس حزب المؤتمر السوداني والقيادي بمركزية قحت عمر الدقير ، ضجت به الاسافير وانقسمت لجان المقاومة بين مؤيد ومعارض له وكذالك رواد مواقع التواصل الاجتماعي .
لجان المقاومة تقود الان الحراك في الشارع بدلا عن تجمع المهنيين الذي كان يقوده في وقت سابق ، فالتجمع انشغل بمشاكله الداخلية وقضايا اخرى .
الحرية والتغيير تعلم أن لجان المقاومة تجد قبولا كبيرا في الشارع، بدليل انها عندما تعلن عن مواكب يرد الشارع ب(سمعا وطاعة) والاستحابة حتى للمواكب المفاجئة.
وتعلن الاحزاب والتجمع فيما بعد تأييدها للمواكب عبر بيانات ودعوة العضوية للمشاركة، مايعني ان لجان المقاومة تسبق تلك المكونات بخطى واسعة.
اتفاق مستحيل :
قحت اختارت التشبيك هذه المرة مع قوى فاعلة في الساحة السودانية ، وبعناية اختارت لجان المقاومة ، فهي تريد أن تكسب الشارع بعد الجفوة الكبيرة التي حدثت بعد فترة قليلة من سقوط النظام السابق ، وانشغلت عنه بالمشاركة في السلطة.
وبحسب اعضاء لجان مقاومة تحدثوا ل(النورس نيوز) فإن قحت لم تهتم بتحقيق شعارات ثورة ديسمبر الممثلة في السلام والحرية والعدالة، مشيرين إلى أن الأخيرة هذه كانت القشة التي انهت الثقة في قحت ، لأنه لا يمكن أن يستمر تحقيق مجزرة فض الاعتصام لفترات طويلة ، رغم ان الادلة واضحة ، واعترف بعض أعضاء المجلس العسكري انهم فضوا الاعتصام، وهذه المجزرة شهدها العالم ، وأشاروا إلى ان الحرية والتغيير ، اهملت هذا الملف على مقابل وجودها في السلطة ، وبالتالي الاتفاق معها مستحيل .
أجندة حزبية:
ويري اخرون انه بمجرد الحديث عن شراكة بين قحت ولجان المقاومة ، احدث انقسام في الأخيرة، بين مؤيد ومعارض ، لأن بعض تلك اللجان بها اعضاء للأحزاب التي تؤيد الفكرة ، بالتالي ستؤيد الفكرة وتسعي إلى تحقيقها، مايعني ان اللجان تنفذ أجندة حزبية يمكن أن تصطدم برؤى مستقلين يرفضون هذا الأمر.
شباب مندفعين:
فيما يري مراقبون سياسيون في حديثهم ل(النورس نيوز) ان قحت الان في أضعف حالاتها، فهي ليس على قلب رجل واحد، وأشاروا إلى خروج القوى المدنية منها ، وبعضها رفض العلاقة مع لجان المقاومة باعتبار ان اللجان حديثه التكوين وبعضها يضم شباب مندفعين يمكن أن يؤثر ذلك على الطريقة التي عبرها يتم اسقاط النظام .
فيما يري اخرون ان اللجان بها اعضاء منتمين لاحزاب سياسية يمكن أن يساهموا في هزيمة الانقلاب .
انتهازية قحت :
احد اعضاء لجان المقاومة قال ل(النورس نيوز) ان الحرية والتغيير تعلم أن علامات سقوط النظام اصبحت واضحة، وتريد بناء علاقة مع لجان المقاومة وان تتخذها ك(رافعة) للمشاركة فيما بعد سقوط النظام ، فاللجان تعتبر ان هذه انتهازية من قحت ، بالتالي فهي مرفوضة تماما.
مغازلة الشيوعي:
رغم ان الحزب الشيوعي خرج من جلباب قحت منذ فترة ، الا انها لم تمل من مغازلته للعوده اليها ، وتشير دائما إلى ان خروجه كانت له اثار سالبة على الحرية والتغيير ، وتعكس تجاربه في منازلة الانظمة العسكرية بالطرق السلمية.
الاسبوع الماضي شهد دار الحزب لقاء بين بعض قادته وياسر عرمان وآخرين لبحث ذلك الأمر، الا ان الشيوعي تمسك بموقفه.
مرمي النيران :
من جهة اخري وجد الحزب الشيوعي نفسه في مرمي النيران ، لأنه جلس مع العسكريين على طاولة حوار واحدة ، وبعد مفاوضات خرج فرحا بالوثيقة الدستورية التي كانت من أسباب الازمة الحالية بالبلاد .
وكان وزير مجلس الوزراء السابق خالد عمر يوسف أشار في تصريحات صحفية سابقة بأن القيادي بالحزب صديق يوسف هو الذي اقترح منح المكون العسكري وزارة الدفاع والداخلية ، الا ان صديق رفض الرد علي هذا الأمر .
نقد زاتي:
وكان عضو لجان مقاومة الخرطوم مجدي تراب اشترط في تصريحات اعلامية ، ان تقدم الحرية والتغيير نقد زاتي لعملها السياسي ، وتوضح ايجابيات وسلبيات التجربة ، مشيرا إلى ان اللجان ستطرح ميثاق سياسيا يتضمن مشاركة الاحزاب للعسكريين في السلطة.
في ذات السياق أعلنت لجان مقاومة ل(النورس نيوز) اخري انها لم تتلق خطاب رسمي حول ماطرحته مركزية الحرية والتغيير ، بالتالي لا يمكن أن تعلق علي هذا الأمر.