رئيس بعثة يونيتامس فولكر بيرتس في حوار : الشراكة كسرت وشخصيات طلبت منا التحرك
منذ أن كلف برئاسة البعثة السياسية للأمم المتحدة في السودان رأى فولكر بيرتس أن العملية الانتقالية في السودان ليست سهلة، وأن الوضع في السودان والعملية الانتقالية استثنائيين من نواحٍ كثيرة، وأن التحدي يكمن في الحصول على إجماع كافٍ في البلاد يمكن من إكمال بقية الفترة الانتقالية بسلاسة.
ويعتبر فولكر من أول المرحبين باتفاق (حمدوك – البرهان) ولكن بعد استقالة حمدوك وتصاعد الاحتجاجات والعنف المفرط الذي تعاملت به المؤسسة الأمنية معها، كان لا بد من مبادرة لحل الأزمة وبحسب رئيس (يونتامس) شخصيات وطنية هي من طلبت منه التحرك..
تفاصيل أوفى تجدونها في حوار صحيفة (الجريدة) أدناه:
حوار: أشرف عبدالعزيز
* ما هو تفويض بعثة الأمم المتحدة لاجراء هذه العملية السياسية؟
-في 3 يونيو 2020، اتخذ مجلس الأمن القرار 2524 والذي تم بموجبه إنشاء بعثة الأمم المتحدة المتكاملة لدعم المرحلة الانتقالية في السودان (يونيتامس) بهدف تقديم الدعم للسودان، من خلال مجموعة من المبادرات السياسية والمتعلقة ببناء السلام والتنمية.
الهدف الرئيسي لبعثة يونيتامس هو مساعدة السودان خلال الفترة الانتقالية، فيما يتعلق بالانتقال السياسي، أو تكوين حكومة مدنية ديمقراطية، وكذلك من خلال الانتقال إلى السلام.. وفي الواقع، هناك أيضاً انتقال ثالث وهو الانتقال نحو التعافي الاقتصادي.
وما دام أن التفويض واضح ويتحدث حرفياً عن أن البعثة يجب أن تشارك في دعم الانتقال السياسي أو مساعدة السودانيين لقيادة هذا الانتقال، بالتأكيد ذلك يتم بالخطوات الدبلوماسية المرنة المتعارف عليها سياسياً ( مشاورات – حوارات – تفاوض) وغيرها من المساعي الحميدة التي تلعب فيها البعثة دور المسهل.
* ما هي النتيجة التي تهدف اليها هذه العملية السياسية في نهاية الأمر؟
– بكل بساطة الوصول إلى التحول الديمقراطي وتحقيق الوحدة والسلام
* الأزمة السياسية في السودان مستمرة منذ عدة أشهر، فلماذا تقوم يونيتامس باطلاق هذه المبادرة السياسية الآن؟
– لوقف العنف وبدأ الحوار، كما تعلم هناك محاولات وطنية عديدة ظلت تطرح منذ بداية الأزمة لتصحيح الوضع، طبعاً الأزمة ليست وليدة الانقلاب الحالي في 25 اكتوبر الماضي، بل هي بدأت في الصيف الماضي وتفاقمت وتصاعدت عقب انقلاب 21 سبتمبر، المهم ظلت المبادرات تتوالى من أجل الحل ولكنها لم تنجح في بناء جسور جديدة للثقة بين المكونات المتصارعة، وكذلك ايجاد حلول للعنف وانتهاكات حقوق الانسان والوضع الاقتصادي المتدهور وتأزم الأوضاع في دارفور فضلاً عن استقالة رئيس الوزراء د.عبدالله حمدوك، نتيجة لذلك طلبت منا شخصيات سودانية التحرك لأن المحاولات الداخلية لم تنجح.
*هل هذه الشخصيات ذات علاقة بالأحزاب السياسية؟
– نادر أن تجد سوداني أو سودانية ليست لديهما ميولاً سياسية ومن طلبوا من التدخل يمثلون كل الاتجاهات.
*حتى الحرية والتغيير ولجان المقاومة؟
– كل الاتجاهات.
*حتى الاسلاميين؟
– كل الاتجاهات.
* ما شكل وتصميم وخطوات المبادرة المطروحة وكيف ستبدأ؟
– هي بدأت باطلاق استشارات أو سمها مشاورات، سندعو من خلالها كل المكونات الفاعلة في الساحة السياسية السودانية للسماع لرؤيتها بشأن حل الأزمة السياسية وفقاً لوجهة نظرها ولتجيب على سؤال كيف يمكن للسودان الخروج من الازمة، السؤال الرئيس سيكون ما هي الأولويات التي يجب أن تناقش بغض النظر عن الطريقة التي سيتم بها النقاش، هذا يعني أننا لن ندعوهم للجلوس في منضدة واحدة فهناك من يرفض الجلوس مع هذا أو ذاك، بالتالي سنأخذ رؤاهم بشكل منفرد، ونقوم بتسجيل نقاط التوافق والخلاف ثم نلخص ذلك في مسودة أو وثيقة تفصيلية، ونؤكد مرة أخرى أنه ليست لدينا مسودة او ورقة للحوار نحن فقط سنسهل ونيسر الحوار السوداني سوداني.
* من الذين ستقوم يونيتامس بالتواصل معهم في هذه المرحلة الاولى؟
– كل الفاعلين في السياسة بالسودان، سواء كانوا أحزاباً سياسية أو قوى مجتمع مدني، أو تيارات ضغط شبابية كلجان المقاومة، أو المؤسسة الأمنية، صحيح هناك ملاحظات عليها ولكن أنا لا أحكي عن الجنرال فلان أو علان وإنما مع المؤسسة، أيضاً هناك الحركات الموقعة وغير الموقعة على اتفاقية جوبا.
*ماذا عن المؤتمر الوطني المحلول؟
– ممنوع من العمل السياسي ونحترم قوانين الدولة ولن ندعوه للمشاورات وهناك شخصيات اسلامية مستقلة.
*ماذا عن لجان المقاومة؟
– لدينا اتصالات معها بعضها مكتوم.
* كيف ستتناول هذه العملية وتتعامل مع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي تجري حالياً مثل قتل المتظاهرين والعنف الجنسي ضد المتظاهرين؟
– إن كانت الأطراف المختلفة تريد نجاح العملية السياسية وانتقال سلس لا بد من مد جسور الثقة في ما بينها، على المؤسسة الأمنية أن توقف العنف المفرط وانتهاكات حقوق الانسان وان تحمي الاحتجاجات وإن كل ضدها.
*واجه المجتمع الدولي وخصوصاً الأمم المتحدة انتقادات شديدة من الشارع السوداني لدعمه لاتفاق ٢١ نوفمبر، خصوصاً بعد تصريحات الامين العام للامم المتحدة في موتمره الصحفي المشترك مع الاتحاد الافريقي عن دعم ذلك الاتفاق، هل تعتقد ان تلك التصريحات وذلك الدعم كان موفقاً؟ وهل سيؤثر ذلك على قدرة البعثة في ادارة هذه العملية المقترحة؟
– الأمين العام للأمم المتحدة هو مساند وداعم للسودان للعبور بسلام وهذا يعني أن تمضي الفترة الانتقالية بسلاسة وكما رحبت كل الدول باتفاق (حمدوك – البرهان) رحبنا به كذلك خطوة أولى في طريق الحل، لم نشارك فيه ورأيناه عبر التلفزيون، وعندما تقول أرحب به كخطوة أولى هذا يعني أنه ستكون هناك خطوة ثانية وثالثة ولكن بعد شهرين لم يحدث تقدم واستقال رئيس الوزراء أما الانتقاد فهو ملازم لكل من يعمل في السياسة، ما يهمنا هو البحث عن طريق للحل ..السودان بلد جميل والاشخاص الى زوال، وهذا البلد في خطر ويجب أن يعود إلى المسار الديمقراطي، كذلك معظم الانتقادات تأتي من الخارج وبعضها من الداخل ومع ذلك لا بد منها ونرحب ونستفيد منها.
* رفض “الشارع” أي شراكة مع الجيش، هل تعتقد انه يمكن استعادة مفهوم الشراكة بين المدنيين والعسكريين كأساس للانتقال في السودان؟ وهل هذا الأساس صحيح للانتقال الديموقراطي في السودان.
– الشراكة هي مضمون وجوهر الوثيقة الدستورية وتم كسرها، والأفضل لنا مناقشة العلاقة الموضوعية بعقلانية بين الطرفين، وأنما كما أسلفت لا فرض رأياً على أحد، الجواب بشأن مستقبل العلاقة متروك للسودانيين والسودانيات.
*هل هناك دور لجهات اقليمية ودولية أخرى غير البعثة الاممية في هذه العملية؟ وما الذي يمكن ان تقدمه هذه الجهات؟
– نعم هناك دول لها دور مثل دول مجلس الأمن كذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد الافريقي والايقاد والجامعة العربية والسعودية ودول أخرى رحبت بهذه الخطوة وأبدت استعدادها لدعمها كخطوة أولى للحل.
*كيف سيتم التعامل مع الجهات الاقليمية والدولية التي تدخلت بشكل سافر في تعقيد الأمور في السودان، سواء من دول الجوار او من القوى العالمية؟
– لن أعلق على أدوار دول معينة في الأمم المتحدة.
* هل ستكون هذه مخرجات هذه العملية متاحة للجمهور؟ كيف سيتم إطلاع الجمهور السوداني على التقدم المحرز (أو عدم إحرازه)؟ ما هي المعلومات التي ستتمكن يونيتامس من تقديمها للجمهور ومتى؟
– دولياً سيكون هناك تنويراً كل أسبوع، وكذلك كل طرف سنجلس معه سيعلن عن موقفه من التوافق او عدمه وسيطرح رؤيته مباشرة للجمهور.
* هل سيكون هناك دور لدولة جنوب السودان كوسيط سابق في اتفاق جوبا، في هذه العملية ؟!
– جنوب السودان لعبت دوراً مهماً في اتفاق جوبا وما زالت مستمرة في ترسيخ السلام وسيكون بيننا تنسيق.
*هل هناك محاولات لاشراك الحركات المسلحة التي لم توقع على اتفاق جوبا – عبدالعزيز الحلو وعبد الواحد نور- في هذه العملية؟
– عبدالواحد رفض ونحترم موقفه أما الحلو اشترط وسنتصل كما ذكرت بكل الأطراف.
* هل لديك شخصياً أو في البعثة خبرة كافية سابقة في ادارة مثل هذه العملية السياسية؟
– لولا الواقع السوداني المعقد لما طلبت البعثة وأرسلت وأنا لست وحيداً معي طاقم جيد وخبراء هنا وفي نيويورك مقر الامم المتحدة التي لديها تجارب مقدرة في حل كثير من الأزمات الدولية وتسيير التفاوض من جوهر مهامها .
*هل من آجال محددة لانهاء المبادرة؟
– لا ممكن نحتاج لـ4 أسابيع لاكمال المرحلة الأولى.
*هل لديك اتصال مع حمدوك؟
– نعم الاتصال بيني وبينه لم ينقطع وهو مطلع على كل التطورات ولديه مقترح ذكره في استقالته وهو المائدة المستديرة، ولكن كما أسلفت ربما لا يكون ذلك ممكنا في هذه المرحلة أو التي تليها وبالتأكيد سيكون لحمدوك مشاركة في العملية الحوارية مستقبلاً.
*هل ستتدخلون في مسألة تعيين رئيس وزراء؟
– مهمتنا ليست تنفيذية ورئيس الوزراء يختاره السودانيون ولن نتدخل في ذلك نحن نركز على العملية التشاورية.
*هل من ضمانات؟
– ليست لدينا ضمانات ولكن نناشد المؤسسة الأمنية بوقف العنف.