استقالة حمدوك.. ردود الأفعال
تقرير اخباري : آية إبراهيم
مقدمة
مرحلة جديدة يدخلها السودان مابعد دفع رئيس مجلس السيادة عبد الله حمدوك باستقالته من منصبه أمسية الأحد في خطوة تباينت الآراء حولها مابين مؤيد ومعارض إلا أن المتفق عليه أن استقالة حمدوك ستفتح باب المشهد السوداني على مصراعيه برسم كثير من السيناريوهات القادمة.
انسداد سياسي
وتأتي استقالة حمدوك في ظل انسداد الأفق السياسي واستمرار الاحتجاجات في الشارع السوداني بالرغم من الإتفاق السياسي الذي وقع مابين حمدوك ورئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان في21 نوفمبر الماضي التي تطالب بالحكم المدني.
ردود داخلية
وأعقبت استقالة حمدوك ردود فعل كبيرة على المستوى الداخلي إذ قال تجمع المهنيين إن استقالة حمدوك أو عدمها لا تقدم أو تؤخر شيئا في طريق الثورة”.
وأشار تجمع المهنيين إلى أن “السلطة الحقيقية بيد المجلس العسكري، والمطلوب هو تنحي قادة المجلس”، برئاسة قائد القوات المسلحة عبد الفتاح البرهان.
في الاثناء قال رئيس حركة العدل والمساواة وزير المالية جبريل ابراهيم ان استقالة حمدوك من رئاسة مجلس الوزراء في هذا التوقيت أمر مؤسف للغاية، واضاف في تغريدة على تويتر “دعونا نحيل هذه المحنة إلى منة و فرصة للم الشمل و العبور بالوطن إلى بر الأمان، مسؤولية القوى السياسية اليوم و حاجتها إلى الوقوف مع النفس و مراجعة المواقف أكبر من أي وقت مضى”.
عدم تأثير
بالمقابل قال القيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق
ان مغادرة حمدوك لمنصبه لن تحدث أي تأثير أو تغيير في المشهد السياسي السوداني بعد أن ساءت الأوضاع عقب الإتفاق الذي وقع بينه والبرهان.
وأكد الصادق ل”النورس نيوز” أن إستقالة حمدوك توضح أن الانقلابيين اتخذوا من حمدوك وسيلة لكسر وحدة قوى الثورة وقد فشلوا في ذلك.
تخوفات مواجهة
لكن المحلل السياسي حسن دنقس يختلف مع عروة حول تأثيرات استقالة حمدوك. ويقول أنها ستزيد من تعقيد المشهد السياسي بسبب عدم وجود الحد الأدنى من التوافق السياسي بين كل القوى.
وقال دنقس ل”النورس نيوز ” ان السودان يتجه الآن إلى حافة الهاوية التي ستدخل الدولة في صراع داخلي عنيف يتمثل في القوى السياسية التي تريد إبعاد المؤسسة العسكرية من الفترة الانتقالية بميثاق و إعلان سياسي جديد يحيدها عن المشاركة في فترة الانتقال، وتابع “هذا سيضعها في مواجهة مع جماعة الميثاق الوطني الداعمة للمؤسسة العسكرية وهنا يكمن الخطر من أن يتحول صراع الأفكار و الرؤى إلى تعبئة وإستنفار الشارع الملتهب إلى مواجهة كاملة الدسم”، وأضاف” لكن لابد من مبادرة لرأب الصدع و الدعوة لحوار بين كل المكونات السياسية والعسكرية لتجنيب البلاد من مخاطر الإنزلاق للعودة لمربع الحرب و هذا يعني حتما تقديم جميع الأطراف لتنازلات حقيقية تنتشل البلاد من هذا الوضع”.
دعوات خارجية
خارجيا دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، القادة السودانيين إلى تنحية الخلافات جانباً والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني.
وأضاف: “نقف بجانب شعب السودان في مسعاه من أجل الديمقراطية ويجب وقف العنف ضد المتظاهرين”، واضاف“على القادة السودانيين التوافق وتجاوز الخلافات وضمان استمرار الحكم المدني”.
من جهته دعا مكتب الخارجية الأمريكية للشؤون الأفريقية الزعماء في السودان إلى وضع خلافاتهم جانبا و التوافق والحرص على استمرار الحكم المدني.
وقال في تغريدة ” يجب تعيين رئيس الوزراء المقبل والحكومة بناء على الوثيقة الدستورية احتراما لسعي الشعب نحو الحرية والسلام والعدالة”.
واضاف“الولايات المتحدة مستمرة في الوقوف إلى جانب الشعب السوداني في دفعه نحو الديمقراطية. ويجب وقف العنف ضد المتظاهرين”.