شباب المقاومة.. هل يستطيعون معالجة أزمات الحرب والتنمية بجنوب كردفان؟
كادوقلي: النورس نيوز
استضافت عاصمة ولاية جنوب كردفان (كادوقلي)، ولمدة أربعة أيام متتالية، منتدى تشاوري وتداولي لشباب المقاومة بالولاية.
واستهدف المؤتمر بشكلٍ رئيس تحريك ملف السلام وإنزاله إلى أرض الواقع، حيث كان أولى على رأس الأجندات.
واتفق المتحدثون من لجان مقاومة المحليات المختلفة، بأن طريق التنمية يمر في بداياته عن طريق إحلال السلام.
مشيرين إلى أن العديد من مشاريع التنمية لا زالت معطلة بسبب الحرب، والتي أفرزت حسب قولهم حالة سيولة أمنية تداعت آثارها لتشمل كل الولاية.
وجاء المنتدى بتنظيم مشترك بين تنسيقية لجان المقاومة، وحكومة ولاية جنوب كردفان استمر ثلاثة أيام، وجاء تحت شعار (نحو مشاركة فعالة في قضايا السلام والتنمية) بالتعاون مع منظمة اليونسيف والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين ومنظمة قواسم.
وشهد المنتدى برنامجاً مكثفاً تضمن تعريف الشباب والشابات بالإطار النظري المناسب لتحقيق أهداف المنتدى، والتي شملت دراسة أسس تحقيق السلام المستدام والنهضة والتخطيط الاستراتيجي واختيار التوجه الاستراتيجي وصياغة الإستراتيجية، بجانب التعرف على قضايا النوع والاستماع للقضايا والتحديات الملحة التي تواجه الناس والشباب بالمحليات.
ورش عمل
وقال المتحدث باسم لجان المقاومة بالولاية، حسن الضي، إنّ فكرة عقد المنتدى الشباب كانت قبل خمسة أشهر وكان الفكرة نابعة من أن شباب السودان عموماً والولاية خصوصاً كان مبعدين الفترة الماضية من صناعة القرار والمشاركة السياسية بشكل عام.
مبيناً أنّ تنسيقية المقاومة رأت أن المرحلة القادمة هي مرحلة بناء، بالتالي دور الشباب فيها رئيسي، مما يستوجب جمعهم وفتح باب النقاش بينهم وبناء قدراتهم ومناقشة قضاياهم الخاصة والمشاكل بمحلياتهم.
وأوضح الضي أن هناك ورشاً تم عقدها خلال الفترة الماضية بكافة محليات الولاية لمدة يومين وبحضور (٨٠) شاباً من كل محلية، قام هؤلاء بعد تحديد المشاكل بانتخاب (١٠) شبان وشابات من كل محلية لحضور المنتدى بكادوقلي.
المنتدى – وهو الأول من نوعه على مستوى ولايات السودان – يهدف كما يقول الضي لصياغة إستراتيجية للشباب في الولاية تقوم المؤسسات المعنية سواء كانت وزارة الرعاية الاجتماعية أو الشباب والرياضة بوضع الخطط على ضوئها.
يشار إلى أن المنتدى شهد مشاركة فاعلة من الحاضرين كما قام الخبير الاستراتيجي بروفيسور محمد حسين أبوصالح بمخاطبة المشاركين عن ضرورة وجود الرؤى الإستراتيجية وكيفية بنائها.
وناقش المنتدى الشبابي بجنوب كردفان عدداً من القضايا بدءاً من السلام ثم المشاكل الأخرى التي تعاني منها الولاية، مثل تكرار عمليات النهب والتفلتات الأمنية، بالإضافة إلى غياب التنمية والبنية التحية وقضايا التعليم والخدمات، وأفرد المنتدى مساحة واسعة لمناقشة قضايا المرأة في الولاية.
وقود وضحايا
المتحدث باسم لجان المقاومة، يرى أن شباب ولاية جنوب كردفان لهم وضع خاص نسبة للمشاكل المعقدة مثل الحرب والمشكلة الأمنية والقبلية مشيراً إلى أنهم الوقود والضحايا لكل ما يحدث. وشهد المنتدى غياب الشباب من المناطق تحت سيطرة الحركة الشعبية.
وحول هذه النقطة قال ممثل الشباب (الضي) إن ظروف الخريف وضيق الوقت هو سبب عدم حضور الشباب هناك، موضحاً أن العدد المستهدف (٢١٥) مشاركاً، (٤٥) منهم من شباب في مناطق سيطرة الحركة الشعبية.
وأضاف: “لكن من بين المشاركين أعضاء بالحركة الشعبية” وتابع:”السلام كما هو مهم للشباب في مناطق الحرب هو أيضاً مهم لمناطق السلام” . وأكد أن كافة الشباب وتنسيقات المقاومة ليس لها هدف الآن سوى السلام والإصلاح المؤسسي، لأن جميع المشاكل التي تشهدها الولاية هي إفرازات للحرب. ولخصت توصيات شباب ولجان مقاومة جنوب كردفان، في عدد من النقاط منها إشراك الشباب في مفاوضات السلام والتعرف على كافة المبادرات والمشكلات التي يعاني منها المجتمع خاصة المتعلقة بالتعايش السلمي وبناء الوطن بروح شباب واستلهام أهداف وغايات ثورة ديسمبر. كما شدد الشباب المشارك على وضع برامج ومشروعات لإذابة كل حواجز القبلية والإثنية ورسم المستقبل المشرق، وطالبوا بأهمية التمسك بوحدة وهوية السودان. وان تتحمل الحكومة المسؤولية الأخلاقية والوطنية تجاه الشعب وإقامة مشروعات تنموية واقتصادية والاهتمام بتعبيد الطرق.
توصيات المؤتمر
وفي ختام المنتدى طالبت التوصيات بإجراء الحوار الشعبي وفتح المناطق للحركة الطبيعية، وشددوا على توظيف وتسكين أبناء الولاية في الوظائف. قضايا العدالة وإنصاف الضحايا، كانت حاضرة، ودعا شباب جنوب كردفان بتسليم المطلوبين لدى المحكمة الجنائية الدولية. أيضاً شملت التوصيات إلغاء كل التميز تجاه النساء و توفير نظام مستدام لتمويل الشباب بالإضافة لتطوير الإنتاج التقليدي ومنع التلوث الييئي بمناطق التعدين. وأقر المشاركون تكوين منصة للتنسيق بين شباب الولاية، وتكوين آلية لمتابعة تنفيذ التوصيات وضمان استمرارية الحوار الشبابي.
وشملت الوصايا تعزيز الولاء للوطن وتحقيق السلام الشامل، وتحويل أهداف الثورة وأحلام الشباب في صناعة المستقبل في صناعة المستقبل إلى أرض الواقع. كما شدد الاجتماع على تأسيس الحكم الراشد في السودان ووضع دستور دائم وضمان حقوق المرأة. وقد بعث حامد البشير إبراهيم والي الولاية برسالة للشباب طالبهم فيها بالعمل على تولي القيادة من خلال طرح المبادرات . كما أكد إبراهيم أن الشباب صناع ثورة ديسمبر والسهم الذي أسقط نظام البشير، وتابع: على الشباب رسم المستقبل والمضي قدماً في طريق دعم مبادرة رئيس الوزراء بشأن الإصلاح السياسي والمجتمعي.