آخرهم مناوي.. تتبع دموع المسؤولين من المنبع وحتى المصب
الخرطوم : آية إبراهيم
كثيرا ما يرفع البعض حاجب الدهشة من ذرف المسؤولين لدموعهم في إحدى المناسبات إذ يرى هؤلاء أن تقصير المسؤول المعني في توفير احتياجات المسؤول عنهم بقصد أو دون ذلك يجب أن يكون سببا كافيا لحبس دموعه التى لا تعبر بأي حال من الأحوال عن احساسه بهم لكن هنالك من يرون خلاف ذلك ويقرون بأن المسؤؤل عندما يبكي فهذا يعني أنه وصل إلى حالة التعاطف الكبير مع مواطنيه وهو أمر يجب أن يقدر ولا يتم وضعه في أي إطار آخر.
رد تحية
قد تكون صورة حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي من أكثر الصور التي تم تداولها بكثافة في الوسائط الإجتماعية خلال الساعات الماضية وهو يذرف دموعه خلال زيارته لنيالا حاضرة ولاية جنوب دارفور هي الأولى بعد تعيينه حاكما للاقليم فالرجل بحكم بعض من تدالوا صورته يرون أنه تفاجأ بالحشد الكبير الذي كان في استقباله بنيالا فهو أراد أن يرد التحية بأكبر منها ببكاءه فرحا لاستقباله أو ربما حزنا على حالهم وأوضاعهم.
تعاطف كبير
ايا كانت الأسباب التي تستدعي ذرف المسؤول لدموعه فإن ذلك يجد تعاطف كبير من الكثيرين فقد حصدت الدموع في ذلك آلاف التعاطفات إذ لم يكن مناوي هو الباكي الأول بين المسؤولين السودانيين ويبدو أنه لن يكون الأخير بعد اعتاد الكثير من المسؤولين في السودان استصحاب مناديلهم معهم في مناسبات شتى تحوطا لأي دمعة قد تنزل واحتواءها.
حبس دموع
من قبل وجدت الدموع التي سالت على خدود عدد من المسئولين في العهد السابق ردود أفعال واسعة فمن قبل حاول وزير الدولة بوزارة النفط سعد الدين البشرى بالبرلمان حبس دموعه بعد أن خنقته العبرة إبان حديثه عن أزمة في الوقود كما سالت دموع نافع على نافع في مؤتمر تنشيطي سابق للحركة الإسلامية
كما ذرف سياسيون الدموع ما بين حزنا على ضياع وحدة السودانمثل بروفيسور غندور وآخرين.
وسيلة تعبير
عند وفاة الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر ذرف السياسي المعروف الراحل فاروق ابوعيسى دموعوعه وقال تعليقاً على بكائه: إن الدموع الغالية لاتذرف إلا لمن يستحقها من الناس أو الأحداث
، ويتفق كثيرون على أن البكاء في الغالب هو إحدى وسائل التعبير الصادقة عن موقف أو حدث ما حتى وإن كان هنالك اختلاف مع الشخصية الباكية لأن البكاء ظاهرة إنسانية ويعد تعبيرا غير مزيف في كل الأحوال وهو إحدى وسائل المرء للتنفيس عن ما يجيش بخاطره سواء كان بكاء من الفرح أو الحزن.