الخرطوم : آية إبراهيم
المتتبع لمسار عدد من المسئولين بالساحة السودانية خلال الآونة الأخيرة، يلاحظ خروج بعضهم عن مهامه الأساسية سواء كان ذلك من خلال قيادة مبادرة إنسانية أو فعل أمر مستغرب عليهم بحكم مناصبهم،.. الخ. ودائماً ما يجد ذلك الحدث ردود أفعال واسعة وضجة كبيرة بوسائل التواصل الإجتماعي حيث تتباين الآراء حول الأمر مابين الرفض والقبول.
خلال الساعات الماضية توجهت الأنظار صوب مدير الشركة القومية للموارد المعدنية مبارك اردول بعد أن ضجت وسائل التواصل الإجتماعي بصوره له وهو يقود سيارة يحمل فيها موظفي شركته من منطقة الكلاكلة إلى مقر الشركة ضمن مبادرة أطلق عليها (قريب من الموظفين) وقد وجدت المبادرة ردود فعل واسعة بين رواد مواقع التواصل الإجتماعي حيث أشاد أحدهم بالموقف واعتبره وسيلة كبيرة للتواصل ما بين الإدارة وموظفيها فيما أشار آخر إلى أن اردول أراد ساعٍ لفت النظر إليه لاغير، ودلل على ذلك بالصور المتداولة وقال إنها تمت من مصور محترف ربما اصطحبه اردول خصيصاً لهذه المهمة.
وتابع: لو أنه لم يريد ذلك لرضي بالتقاط الصور من قبل أحد موظفيه واكتفى بذلك.
بالتزامن مع نقل مدير الشركة القومية للموارد المعدنية مبارك اردول لموظفي شركته إلى مقر عملهم تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي صوره لعضو لجنة إزالة التمكين وجدي صالح وهو يجلس برفقة شخص في أحد المكاتب ويتناولون ماقيل أنه (عدس وفول) موضوع على صينية وقد وجدت الصورة سخرية واسعة من المعلقين وقال أحدهم (صورني وأنا بأكل عدس) وقال ثاني (البساطة المصطنعه ظاهرة) لكن آخر أختلف معهم وعلق قائلا (صور فيها تجديد روح مسئولية جميلة) .
حادثة اردول ووجدي صالح الاخيرتين أعادت إلى الأذهان الدهشة التي أحدثها عضو مجلس السيادة محمد الحسن التعايشي في نوفمبر من العام الماضي
وهو يصل إلى مكتبه بالقصر الرئاسي راكبا دراجة هوائية حيث أظهرت صور تداولها نشطاء التواصل الاجتماعي، التعايشي وهو يقود دراجته في الطريق بزي رياضي وواقٍ للرأس، متجها نحو القصر الرئاسي ، وقطع التعايشي بضعة كيلومترات من مقر إقامته إلى القصر الرئاسي بوسط الخرطوم،ما أثار ردود فعل متباينة بالشارع السوداني ووضعها البعض في إطار تضامن التعايشي مع المواطن السوداني الذي عانى في تلك الفترة من أزمة خانقه في الوقود أدت إلى شبه إنعدام للمواصلات ،غير أن التعايشي أوضح في تعميم صحفي أن قيادته للدراجة، يرغب من خلاله حث الآخرين على ممارسة الرياضة عبر هذه الوسيلة المهمة.
وقال :”قيادة الدراجة الهوائية يسهم بشكل كبير في حماية البيئة وله فوائد جمة على الصحة العامة للإنسان، حيث أنه يقلل من خطر الإصابة بأمراض ضغط الدم والسكري وزيادة الوزن والكوليسترول”.
يضع مراقبون ما يذهب إليه المسئولين من حين إلى أخر خارجا عن مسئولياتهم واختصاصتهم في عدة أطر أولها ربما يحاولون من ذلك شغل المواطنيين عن القضايا الأساسية والهامة خصوصاً وإن المواطن السوداني يعانى خلال الفترة الماضية من أزمات متلاحقة أو محاولة لفت النظر اليهم وتسليط الضو عليهم على شاكلة (أنا موجود) ويشيرون بالقول حتى لا نظلمهم فإن هنالك مسئولين يتجهون إلى مثل هذه الأفعال من باب إحساسهم بالمسئولية العامة .