“الخارجية” لـ(النورس نيوز): إثيوبيا تريد أن تشتري الوقت باتفاق مرحلي
الخرطوم- عماد النظيف
قال الناطق الرسمي باسم ملف سد النهضة بوزارة الخارجية السودانية عمر الفاروق سيد كامل، إن إثيوبيا وافقت على شروط واحد من الشروط التي وضعها السودان لقبول مقترح الاتفاق المرحلي الذي طرحه الاتحاد الأفريقي.
وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي قد كشفت، في وقت سابق، عن تلقي بلادها مقترح (اتفاق مرحلي) من الكونغو لتعبئة سد النهضة، تدعمه الأمم المتحدة وأمريكا، وأعلنت الوزيرة عن قبول الخرطوم مبدأ الاتفاق المرحلي بشرط أن تكون مدة الاتفاق المرحلي (6) أشهر، ويكون توافقياً وبضمانات دولية.
وكشف الفاروق لـ(النورس نيوز) عن موافقة إثيوبيا على أن يكون الاتفاق المرحلي مستمراً إلى حين الوصول إلى اتفاقية أخرى. وأضاف: “إثيوبيا تريد اتفاقية بدون سقف زمني. بالنسبة لن إثيوبيا تريد أن تشتري مزيداً من الوقت وهذا تسويف”.
ووضعت الخرطوم أربعة شروط للمضي قدماً في هذا المقترح، وتشمل الشروط السودانية للقبول بالمقترح المرحلي وجود ضمانات سياسية وقانونية مباشرة من المجتمع الدولي، وأن يستمر الالتزام الجزئي من قبل إثيوبيا حتى الوصول إلى اتفاق شامل وقانوني ملزم، وألّا يشمل الاتفاق الجزئي اتفاق تقاسم المياه، بجانب وضع مدى زمني للتوصل إلى اتفاق شامل حول أزمة السد لا يتعدى (6) أشهر، والتوقيع على كل ما تم الاتفاق عليه في الفترة السابقة.
كل من القاهرة والخرطوم، كانتا قد جددتا في وقتٍ سابق دعوة المجتمع الدولي من أجل المساعدة في حل نزاعهما المستمر منذ عقد مع إثيوبيا حول السد العملاق، الذي تشيده أديس أبابا على النيل الأزرق، الرافد الرئيس لنهر النيل.
كما تمسكتا بضرورة التوصل إلى اتفاق دولي ملزم ينظم مراحل الملء، وكمية المياه التي تطلقها إثيوبيا في اتجاه مجرى النهر، لا سيما في حالة حدوث جفاف لعدة سنوات، وهو ما ترفضه الأخيرة، كذلك، عدّتا الخطة الإثيوبية القاضية بإضافة (13.5) مليار متر مكعب من المياه في يوليو 2021 إلى خزان السد، تشكل تهديداً لهما، في حين تتمسك أديس أبابا بخططها، مؤكدة أن السد، الذي تبلغ تكلفته (5) مليارات دولار، ضروري للغالبية العظمى من سكانها، الذين يفتقرون إلى الكهرباء.
وأوضح الفاروق أن قبول المبادرة من الاتحاد الأفريقي يرسل رسالة إلى المجتمع الدولي بأن السودان دولة مرنة تستطيع تقبل المبادرات لحل أزمة قضية سد النهضة، والحفاظ على مصالح الدول الثلاث، وأكد المسؤول بالخارجية أن الاتفاق المرحلي عرض على الأطراف الثلاثة (السودان، مصر وإثيوبيا)، وتابع: “نحن قلبنا المبادرة.. التفاوض عليها جارٍ”.
وصرح مسؤول إدارة الهندسة في وزارة الدفاع الإثيوبية، الجنرال “بوتا باتشاتا ديبيلي”، أن أديس أبابا مستعدة لسيناريو “الحل العسكري” في قضية سد النهضة مع السودان ومصر. فيما عدّ مراقبون هذا التصريح تحدّياً صريحاً ومباشراً للجانب المصري، ويُتوقّع أن يعقد مجلس الأمن اجتماعاً حول أزمة سد النهضة، خلال هذا الأسبوع، بعد الطلب الذي تقدمت به جامعة الدول العربية.