محكمة سودانية تكشف معلومات صادمة عن بيع (خط هيثرو)
الخرطوم: النورس نيوز
كشفت تحريات نيابة الأموال العامة، الأربعاء، معلومات مثيرة في قضية فقدان خط هيثرو والذي يواجه الاتهام فيه وزير المعادن الأسبق كمال عبداللطيف ومدير شركة الفيحاء القابضة العبيد فضل المولى.
وخط هيثرو وهو خط هبوط للطائرات السودانية في المطار البريطاني، وأعطته ملكة بريطانيا للسودان علم 1947، وبعد مشكلات الطيران السوداني تم تأجيره مقابل مبالغ دولارية ضخمة.
وقال المحقق للمحكمة الخاصة المنعقدة بحكمة مخالفات الأراضي بالديم، شرقيّ الخرطوم، إن تقرير المراجعة القومية قد حملّ رئيس مجلس إدارة سودانير السابق المرحوم الشريف بدر وشركة عارف الكويتية، مسئولية تبديد مبلغ (80) مليون دولار أمريكي عبارة عن تعويض القيمة الاقتصادية لصالح سودانير لفقدانها وخسارتها لخط هيثرو.
ولفت المحقق إلى أنه وبتاريخ 1/يونيو /2011م قام وزير النقل انذاك بتشكيل لجنة نقصي حقائق حول فقدان الخط ،منوها الي ان عارف الكويتية هي مجموعة تعمل في عدة مجالات ماعدا الطيران وذلك بحسب إفادة المستشار الاقتصادي بسفارة السودان بالكويت ، منوها الي ان عارف دخلت البلاد في العام 2001م كمجموعة استثمار قبل دخولها في سودانير حيث قامت بتاسيس بنك المال المتحد، بجانب إنشائها لحي المال والأعمال بالشريط الغربي لكبري النيل الأبيض، بالإضافة إلى دخولها كشريك في شركة دانفديو .
وارجع المحقق مطالبة المراجعة مجموعة عارف الكويتيتة ممثلة في مستشارها الإقتصادي يان باتريك الماني الجنسية ورئيس مجلس ادراتها علي ديشتي كويتي الجنسية بسداد مبلغ (80) مليون دولار امريكي لسودانير بصورة تضامنية مع المرحوم الشريف أحمد عمر بدر وذلك لقيادته التفاوض ممثلاً لمجموعة عارف الكويتية لدخولها كشريك في الشركة السودانية للخطوط الجوية (سودانير).
وأبان المحقق أن خط هيثرو منح من ملكة بريطانية لحكومة البلاد في العام 1948م بوصفه احد مستعمراتها واستمر استغلال الخط منذ استقلال البلاد وظلت الحكومة محتفظة به حتي تاريخ دخول عارف بسودانير في العام 2006م.
في وقت أشار المحقق للمحكمة إلى أن الحكومة أضاعت فرصة استعادة خط هيثرو وذلك لفشلها في سداد مبلغ استئناف رفع دعوى تعويض ومقاضاة الشركة البريطانية التي تحصلت على الخط.
موضحاً بانه وحسب مستند اتهام (12) فقد الزم الاتفاق شركة الفيحاء القابضة بوصفها شركة قطاع خاص سوداني عدم التنازل عن أسهمها البالغة (21%) التي منحت لها من سودانير بعد استخصاصها لاي جهة كانت.
وعزا ذلك الإلزام لتتمكن الدولة ممثلة في شركة الخطوط الجوية السودانية من فرض سيطرتها علي الشريك الأجنبي بسودانير والمحدد له نسبة (49%).
مشيراً إلى أنه وبالتحريات اتضح بان مجموعة عارف تملكت نسبة اسهم الفيحاء المملوكة لها واصبح صاحبة (70%) من الأسهم بسودانير.
مشددا على أنه وبالرغممن معرفة الجانب السوداني بسودانير بالأمر، إلا أنه لم يحرك ساكناً.
منبها إلى انه وبحسب إفادة شاهد الاتهام باليومية وكيل وزارة المالية والتخطيط الاقتصادي المكلف أزهري إدريس، فان استخصاص سودانير لم يتم عبر اللجنة العليا للتصرف في مرافق القطاع العام .
في ذات السياق قال المحقق بان المستشار الاقتصادي لعارف يان باتريك الماني الجنسية، قد اطلق اشاعة بخسارة خط هيثرو – إلا أنه وفي صبيحة اليوم الثاني قامت شركة (بي اي ام) البريطانية بتسيير رحلاتها الجوية علي ذات الخط من الخرطوم إلى القاهرة ثم هيثرو بلندن.
مبينا بانه وبالتحريات اتضح بان الشركة البريطانية قد تنازلت عن الخط لصالح شركة لوفتهانزا، في وقت افصح فيه المحقق للمحكمة بان شركة (بي اي ام) هي بريطانية ومرخص لها العمل في السودان ولها رحلات منتظمة بمطار الخرطوم الدولي.
وقال إن استغلال الشركة البريطانية لرحلة جوية علي خط هيثرو الدولي جاء بناءاً علي توقيع السودان اتفاقية وطنية مع دولة بريطانية في العام 1961م باستخدام أي من شركات الطيران البريطانية لمطارات البلدين.