مع تصاعد أخبار المآسي وأنين الوطن تحت وطأة الأزمات واستمرار مسلسل الخيبات علي الاصعدة كافة بتنا نتسقط الأحداث السعيدة ونبحث عن التجاب الناجحة في زمن عزت فيه الاختراقات المفضية الى واقع جميل نتمناه لشعبنا السوداني الكريم.
ومع اتهام الاعلام بالتركيز علي النصف الفارغ من الكوب، يظل البحث عن الجزء المملوء في ظل الاحباطات اليومية مثل (التفتيش عن ابرة في كومة قش)، نعم صار الإعلام متهما بإحباطه الدائم للناس، وما دروا أنه مجرد مرآة ترى فيها واقعك بجماله وبؤسه، بكماله وقبحه.
كتبت اكثر من مرة انني شخصيا (أسعد جدا بالكتابة عن التجارب الناجحة؛ سواء كانت لمجموعات أو أفراد ، هذا الشعب يحتاج للتعرف على من يشعره بأن الاماني مازالت ممكنة وان هنالك ما يستحق الاشادة والاحتفاء والتبشير به من النماذج الوضاءة والتجارب المشرقة)..
هنالك من يشعرونك بان الدنيا مازالت بخير ومنهم ابناء الشرطة السودانية الميامين الذين يحترقون من اجل المواطن السوداني ليل نهار في مجمع بحري لخدمة الجمهور.
فوجئت صراحة -وبعد ان استبد بي الياس من مستقبل مجمعات خدمات الجمهور- بمستوى ( مجمع بحري) وهو يحافظ علي البيئة والنظافة وسرعة اتقان الخدمات وتوفير كل ما يلزم المواطن من خدمة تجعله يتشرف بالانتماء لهذا الوطن.
اكتب عن مجمع بحري الذي قصدته لانجاز خدمة فوجدته حفيظا علي عهد الغاية التي قامت من اجلها خدمات الجمهور، تجميع الخدمات عبر نافذة واحدة وتوفير اكبر قدر من الراحة للمواطن في سعيه لانجاز المعاملات وفي ظروف ميسرة ، وقبل هذا وذاك اتاحة الخدمة في بيئة نظيفة ومريحة تتوافر فيها كل سبل الراحة.
اذكر انني عبرت كثيرا عن استيائي من عادة ذميمة ظلت تلاحق السودانيين وهم يتقنون البدايات لكنهم يفشلون في ختام الهجمة والمحافظة علي انطلاقاتهم بذات الحماس الاول، مجمعات الشرطة في مواقع اخري كانت باعثا لهذا الاستياء بعد ان وجدت بعضها وقد سادته روح الفوضي والاهمال.
الحق لله انني وجدت في مجمع بحري ما يرقي للاشادة والاحتفاء ، وما يرفع الراس ويحملني علي الوقوف احتراما لكل العاملين هناك من افراد الشرطة المحترمين بقيادة اللواء المحترم محمد عثمان محمد خير.
صراحة لم التق سعادة اللواء محمد عثمان الا بعد ان وقفت علي روعة الاداء في المجمع الذي لم ادخله من قبل، ولكني لمست واقعا مختلفا يبعث علي الاحساس بان الشرطة ومجمعاتها مازالت بخير وان هنالك ادارة طموحة تقف خلف العمل الذي يمضي ( زي الساعة)، ويجعل المواطن في حالة رضاء عن الخدمة المقدمة وهذه هي الغاية الكبري.
شكرا سعادة اللواء محمد عثمان محمد خير واركان سلمه حتي اقل رتبة في مجمع بحري وقد ملاوني فخرا واعتزازا وخرجت منهم وانا اردد ( لسة الاماني ممكنة).
صحيفة اليوم التالي