نقلت قناة العربية أمس (الأربعاء) خبراَ عن اشتباكات بالأسلحة الثقيلة بين الجيشين السوداني والإثيوبي على الحدود الشرقية، وضجت وسائل التواصل الاجتماعي بتناول الخبر بكثرة ما استدعى القوات المسلحة السودانية للإسراع في نفى الخبر.
(النورس نيوز) جلست إلى الخبير الإستراتيجي الفريق أول ركن (م) محمد بشير سليمان لقراءة الحدث من جوانب مختلفة في المساحة التالية.
خاص : النورس نيوز
هنالك حديث عن اشتباكات بين الجيش السوداني والإثيوبي على الحدود لكن القوات المسلحة نفت الأمر هل هنالك نذر حرب بين الجانبين؟
بواقع ما يقوله العلم العسكري نستطيع القول إن هنالك ما يشير إلى بدايات حرب، وإن كانت محدودة. خاصة مع حالة تجميع وحشد القوات المدعومة بالتصعيد الإعلامي الذي يهدف إلى تهيئة الرأي العام الداخلي والخارجي تأييدًا لأي خطوة كهذه.
وهل الدولتان قادرتان على الدخول في حرب وسط ظروفهما المعروفة؟
واقع ومعطيات مواقف البيئتين الداخلية والخارجية لكلا الطرفين وتدخلاتهما يضعفان من إمكانية نشوب حرب بين الدولتين. حيث عدم وحدة شعبي البلدين خلف قيادة الدولتين تأييداً للحرب واسنادهما مما يضعف ذلك الصراع السياسي والاجتماعي الداخلي والضعف بل الأزمات الاقتصادية وعدم قوى الدولة الشاملة لإدارة الحرب أو تهيوء واستعداد البيئة الخارجية أيضا لذلك بحسب ما لذلك من تهديد للسلم والأمن الاقليمي والعالمي في منطقة تعج بالمصالح الاستراتيجية والحيوية لدول العالم إقليميا ودولياً.
المناورات السودانية ــ المصرية (حماة النيل) التي تجري هذه الأيام ربما تكون استعداداً لمواجهات قادمة في أي إطار تضعها؟
لاشك أن لهذه المناورات التدريبية عدة أهداف بينها التدريب من أجل توحيد سياقات وأساليب العمل وقواعد الاشتباك وتطوير القدرات التدريبية ونقل الخبرات والتجارب وتحقيق أقصى درجات التعاون وتطوير أساليب فن القتال التي يأتي من بينها التدريب على قتال عدو حقيقي تحقيقا للانتصار عليه.
وهل يمكننا القول أنها رسالة لإثيوبيا؟
المشروع التدريبي بين الجيشين السوداني والمصري (حماة النيل) فيه رسالة لإثيوبيا استعدادا لأسوأ الاحتمالات خاصة مع تداعيات قضية سد النهضة الذي عجزت الدبلوماسية والسياسة في إيجاد حلا للتقاطعات القائمة بين إثيوبيا من جهة ودولتي السودان ومصر من جهة أخرى في إيجاد صيغة توافقية بينهما تؤدي للمعالجة انسدادا في أفق الحل.
في المقابل إثيوبيا قالت لديها قوة قادرة على حمايتها هل بدأت حرب التصريحات؟
نعم .. فالتصريحات وما يقوم به الإعلام يعني التهيوء للحرب بكافة أنواعها .. ولعل ذلك يعني الحرب الإعلامية والتي لها التأثير الأخطر على تقوية المعنويات واضعافها .. والمعلوم أن الحرب اولها (كلام) وذلك دور الإعلام ورسالته .