بداية ، و اظهار لحسن النية ، و حتى لا يغضب السفراء و الوزراء ، و رأسى الدولة ، فاننا نؤكد على دعمنا التام لتمتين العلاقات الثنائية مع دولة الامارات لمصلحة البلدين ، لا علاقة التبعية ، هذا موقف مبدئى علمنا عليه منذ سنين ،و منذ العهد المباد وقبل ان يتعارف هولاء اللذين هنا ، واولئك اللذين هناك ، وقفنا فى صحافتنا و حزبنا و كل الهيئات التى لدينا فيها علاقة ، وقفنا مع الامارات فى مطالبتها بالجزر الثلاثة ( طنب الكبرى و طنب الصغرى و ابو موسى ) ، و لم يكن ذلك بمقابل مالى ،كما يتهافت كثيرون و يقبضون ، رفضنا ذلك لاننا مبدئيون ، و لاننا نريد ان نقول و بالصوت العالى للجميع هناك شخصيات و قوى سياسية سودانية محترمة ترفض المال السياسى ، و ترفض الخنوع ، وتقف بصلابة ضد محاولات شيطنتها ، و هذا ما يؤرق مضاجعكم و مضاجعهم ،
هذه المقدمة ضرورية لاعلان موقفنا المبدئى و مساندتنا وجود علاقات قوية مع الامارات ، ومع السعودية ، ومع مصر ، ومع كافة الدول العربية .. و الافريقية ، و فى نفس الوقت نعلن رفضنا لادارة علاقاتنا الخارجية فى الظلام و بعيدآ عن الراى العام ، و بعيدآ عن القوى التى صنعت الثورة و انتهت بهؤلاء حاكمين ،
فى غضون اسبوعين فقط فقط زارالامارات ، السيد وزير مجلس الوزراء مرتين ، وفى مرة برفقة وزير الخارجية ، دون صدور اى اعلان مشترك فى عمل تطلب وجود الوزيرن فى الامارات ، و الزيارة تمت ترتيباتها مخالفة لبرتوكول العلاقات الخارجية ، كان يفترض ان ترتب وزيرة الخارجية د. مريم لزيارة وزير الوزراء خالد سلك ، ما تم عكس ذلك ، ما دخل سلك فى هذا ان لم يبتعثه رئيس الوزراء ، فهل ذهب مبعوثآ من حمدوك ؟، ام من تلقاء نفسه ؟ ومع ذلك لم يصدر بيان عن الزيارة التى ربما اعتبروها سرية ،و سافر الفريق اول حمديتى قائد قوات الدعم السريع و( نائب رئيس مجلس السيادة ) الى الامارات الاسبوع الماضى و قبل رجوعه تم الاعلان عن زيارة لرئيس مجلس السيادة الى الامارات الفريق البرهان ، فماذا هناك ؟
زيارات مكوكية من كبار المسؤلين فى السلطة الانتقالية الى الامارات دون اى اعلان اوبيان باسباب هذه الزيارات ، او ما تم فيها ، خاصة ان هناك مبادرة اماراتية بخصوص الفشقة ، قالت الحكومة رايها فيها بوضوح ، نعم للسلام و الحوار مع الجارة اثيوبيا ، و لكن لا لانسحاب الجيش السودانى الى حدود ما قبل 5 نوفمبر 2020م ، و هناك موضوع سد النهضة وهو ملف مسؤلية السيد رئيس الوزراء، و ملف التطبيع ربما يديره الاربعة ، يرى محللون ومراقبون ان هذه الزيارات المكوكية ليست ذات علاقة بهذه الملفات ، و المرجح ان هناك شيئ ما يخص الاطراف و الشخصيات التى زارت الامارات ، و ربما يتعلق بعض منالامر بالتطبيع ، و ربما يتعلق الامر بتليين موقف حزب الامة الرافض للتطبيع ، او بقضية الفشقة ، او سد التهضة ، ومعلوم ان الامارات لديها مبادرة حول الفشقة و هى راعى ملف التطبيع و بتسويق من وزير مجلس الوزراء خالد سلك و آخرين ، ما يهم الشعب السودانى و الدنيا قبايل عيد ، ان يجد خبزآ ووقودآ و دواءآ ، كنا نتطلع ان يكون فى هذه الزيارات وزير المالية ووزير الطاقة ووزير الصحة ، و لكن الامر لا يتعلق بالشعب ، او كما قال حميدتى ( ما فى زول شغال بيكم ) !
هذه الزيارات لم يعلن عنها شيئ ، و عليه فان ما دار فيها يراد له ان يكون سريآ، فلماذا؟ هذه الزيارات لم تكن مجدولة ، و تعتبر فى تقاليد العمل الخارجى ( استدعاءات ) ، فماذا جرى ؟ مؤسف ان تتم كل هذه الزيارات بعيدآ عن اعين الشعب السودانى و رقابته ، هذا لا يختلف كثيرآ عن طريقة النظام المباد ، هل هناك محاولة لاعادة سيناريو اكتوبر 2020م ؟، لاحظ مراقبون ان هذه الاجتماعات تترافق دائمآ مع وجود توترات فى الشارع و تخطيط لمليونيات ،و هو ما سيحدث فى 29 رمضان ، ما هو السيناريو المضاد اذا نجح المتظارون فى حشد اعداد كبيرة ، استطاعت تجديد الاعتصام ؟ طوارئ و انقلاب ، ام تسيل الدموع و الدماء ؟ويسقط الشهداء ؟