أفورقي في الخرطوم.. زيارة تعديل الصورة
تقرير اخباري: النورس نيوز
يُنهي الرئيس الأريتري أسياس أفورقي، يوم الأربعاء، زيارة رسمية للسودان استمرت ليومين، وتجئ بالتزامن مع جولة مرتقبة لمبعوث الولايات المتحدة لمنطقة القرن الإفريقي، تشمل السودان، إريتريا، مصر، وإثيوبيا.
وللزيارة دلالات كبيرة، لا سيما وأنها تجئ بوقتٍ تتصاعد فيه أزمة سد النهضة الإثيوبي، وترتفع وتيرة الانفجار بشأن قضايا الحدود العالقة بين السودان وإثيوبيا.
وفي مقدور أسمرا أن تلعب دوراً محورياً في الحل، لما تملكه من صلات بطرفيّ الأزمة، ولكن في ذات الوقت يمكن أن تكون جزءاً من التعقيد حال قررت الإنحياز للطرف الإثيوبي، أسوة ما بجرى خلال الحملة العسكرية على إقليم تيقراي.
وسبق أن نفت أسمرا بشكل قاطع أن تكون قواتها مشاركة في الحشود الإثيوبية على الحدود السودانية الشرقية.
تحريك ملف
يرى مراقبون أن الزيارة تأتي في ظل توتر كبير بين إثيوبيا والسودان ومصر حول سد النهضة وهو ما يهدد أمن المنطقة عموماً والبحر الأحمر بشكل خاص.
وكانت وزيرة الخارجية مريم الصادق المهدي، أكدت بأن الخرطوم تتعامل مع عملية الملء الثاني لسد النهضة باعتبارها قضية أمن قومي، تؤثر على حياة ملايين السودانيين.
منوهة إلى ضرورة التوصل إلى اتفاق قانوني شامل وملزم بشأن قواعد ملء وتشغيل السد قبيل شهر يوليو المقبل، وهو الموعد المعلن من قبل إثيوبيا لبدء عملية الملء الثاني رغم تحفظ الخرطوم ومصر.
بدورها تصر إديس أبابا على ملء السد في موعده، باعتبار أحقيتها بذلك وفقاً لإعلان المبادئ الموقع بين الدول الثلاث، ضف إلى ذلك حديثها الدائم بضرورة الاستفادة من مياه النيل، شأنها في ذلك شأن بقية دول الحوض، لا سيما وأنها دولة المنبع.
ويشير الباحث في العلاقات الاستراتيجية والدولية حسن شايب دنقس إلى أن الرئيس الأريتري أسياس أفورقي يحمل كثير من الرسائل خلال زيارته للخرطوم التي من شأنها أن تحرك ملف سد النهضة.
وقال دنقس لـ(النورس نيوز) إن الوساطة الإريترية ستكون ناجحة بحكم التقارب الإثيوبي والإريتري والمصالح المشتركة بين البلدان الثلاثة.
ونبه إلى أن العمل الدبلوماسي هو الحل لقضية سد النهضة خاصة في ظل الظروف التي يمر بها السودان والتي تتطلب أن تكون علاقاته طيبة مع دول الجوار.
مشيراً إلى أن أفورقي سيحاول تقريب وجهات النظر بغية إمكانية الوصول إلى حل بشأن سد النهضة خاصة انه يمثل بعداً قومياً مؤكدا أن الزيارة إيجابية جاءت نتاج لتحركات وزيرة الخارجية مريم الصادق في الدول الأفريقية.
بحث علاقات
تعد زيارة أفورقي للسودان الثالثة من نوعها بعد الإطاحة بنظام البشير، الذي ظلت أسمرا تتهمه منذ بدعم الجماعات الجهادية الإريترية الساعية لزعزعة النظام في أسمرا. وزاد التوتر أكثر في فبراير 2018م، بعد أن أغلقت حكومة البشير آنذاك الحدود نتيجة اتهامات متبادلة بإيواء المعارضين وتغذية أنشطة التهريب.
ورغم ان تهدئة التوتر الإقليمي هو العنوان الأبرز للزيارة الحالية، إلا أن مسار العلاقات بين البلدين والقضايا الخلافية الثنائية كانت محل اهتمام بين قيادات البلدين بعد لقاء رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان الرئيس أسياس أفورقي وبحثهما آفاق التعاون بين البلدين وسبل تطوير العلاقات، فضلاً عن تناول مجمل القضايا المتداخلة بينهما لجهة أنهما جارتان تربطهما مصالح ومنافع مشتركة.
حسم مؤجل
يعتقد مراقبون أن العلاقة بين الخرطوم وأسمرا لم تصل بعد إلى مرحلة الحسم النهائي لنقاط الخلاف التاريخية بسبب التعقيدات التي ظلت تلازمها منذ العام 1997م.