تقرير : النورس نيوز
لا تزال حادثة تحلل جثث مشرحة مستشفى التميز الأكاديمي تسيطر على مجريات الأحداث في الساحة السودانية، بعد أن تناقلتها الوسائل الإعلامية المختلفة بكثرة خلال الساعات الماضية وضجت بها وسائل التواصل الاجتماعي واتفق الجميع حول بشاعتها وضرورة محاسبة جميع من تسبب فيها بشكل عاجلٍ غير آجل.
إخلاء مسئولية
في تطورٍ لافتٍ أخلت النيابة العامة مسؤوليتها من حادثة تحلل الجثث بمستشفى الأكاديمي، وألقت باللائمة على إدراتيِّ الطب العدلي الفيدرالية والولائية في وقت أمهلت فيه (8) أجسام ثورية بالخرطوم، الجهات المُختصة، (24) ساعة لمعالجة قضية الجثامين المُتحلِّلة ، وهدّدت بالتصعيد حال عدم الاستجابة لمطلبها.
وأعلنت لجان المقاومة بحي امتداد الدرجة الثالثة بالخرطوم، اعتصاماً مفتوحاً أمام مستشفى الأكاديمي من جانبها، طالبت (8) أجسام ثورية بالخرطوم بدفن كل الجثامين الموجودة في المشرحة بصوره لائقة، ودعت تلك الأجسام بحسب بيان مشترك منسوب لها، إدارة الطب العدلي والجهات المعنية لأخذ عينات من الحمض النووي للتعرف على أصحاب الجثث مستقبلاً وطالبت بالشروع في ترحيل المشرحة من حي الامتداد السكني إلى مكان آخر.
إدانة وتحفظ
جهات متعددة أبدت رأيها حول الحادثة البشعة وادانتها بشدة، فيما تحفظت جهات أخرى في الحديث عن الأمر بمبرر تقصي الحقائق حولها ومن ثم التعليق عليها وفي ذلك قال القيادي بحزب المؤتمر السوداني وعضو المجلس المركزي بقوى إعلان الحرية والتغيير أبوبكر يوسف إن حزبه سيبدي رأيه حول الحادثة خلال الساعات القادمة.
وأوضح يوسف لـ(النورس نيوز) إن هنالك لجنة داخل الحزب تعكف على أعداد تقرير حول الحادثة ورفعه للحزب.
مبيناً أن الحادثة مرفوضة من الناحية الأخلاقية، لكنه عاد وقال لا يمكن الإسراع في الحديث عنها إلى أن يتم التحري حولها من الجهات المعنية لذلك من الأفضل التريث لمعرفة المسببات التي أدت إلى ذلك.
تعليق ونفي
وفي الوقت الذي الذي امتنع فيه البعض من التعليق حول الحادثة إلى حين تقصي الحقائق رجح كثير من المراقيون والاطباء العدليين أن تكون الجثث مجهولة الهوية لمفقودي فض الاعتصام.
موضحين ذلك لغرابة وضعها، وعدم تشريحها حتى تحللت داخل ثلاجة فواكه لا تصلح لحفظ الموتى، معتبرين أن ذلك مخالف للقوانين الدولية لحفظ الموتى.
فيما نفى النائب العام تاج السر الحبر عدم وجود علاقة للمشرحة بمفقودي فض اعتصام القيادة العامة لجهة أن الجثامين قابعة منذ فترة طويلة. واوضح الحبر أن مشرحة التميز لا تستوفي المقاييس الدولية، وفقط هي غرفة مبردة انقطع عنها التيار الكهربائي.
وضع مأساوي
مفوضية حقوق الإنسان دخلت على الخط منذ اللحظات الأولى من إنتشار خبر الجثث المتحللة، وقالت أنها تقوم بمتابعتها بصورة لصيقة مع الجهات ذات الصلة، كما أكدت أن الوضع مأساوي وينذر بكارثة بيئية محققة.
فضلا عما يمثله ذلك من انتهاك لحق السكان في الصحة. وأمن التصريح الصحافي على حق الأهالي في التظاهر السلمي احتجاجاً على الخطر البيئي الوشيك كما أوضحت المفوضية أنها في حالة انعقاد مستمر لجمع المزيد من المعلومات، وحرصها على تمليك الرأي العام جميع التفاصيل حال اكتمال الإفادات.
استفهامات عدة
(النورس نيوز) استنطقت عدد من الاهالي القاطنين بجوار المشرحة، فأبدوا انزعاجهم وتضجرهم الكبير من الحادثة، وما يعانونه بفعل الروائح الكريهة المنبعثة من المشرحة.
وطالبوا الجهات المختصة بضرورة إيجاد معالجات سريعة للأمر متسائلين عن الأسباب التي أدت إلى وصول الجثث إلى هذه الحالة والمسئول عن الواقعة الأليمة.