النورس نيوز: رندة بخاري
عرف الفنان الشاب طه سليمان، بأنه أكثر المطربين إثارة للجدل عبر إطلالته الغريبة غير المألوفة لدى المجتمع، وتوقع جزء من جمهور الفنان حسين الصادق بمسيره في ذات الدرب إذا أطل الصادق في أول حلقات برنامج اغاني واغاني وهو يرتدي حذاء أصفر اللون اثار به الجدل، خاصةً وان حسين لم يعرف عنه طوال مشواره الفني ظهوره بأطلالات غريبة.
بين الذري وحسن عطية
بالرجوع الي الظواهر أو الموضة التي يبتدعها الفنانين نجد أن الفنان إبراهيم عوض اتبع شباب كثر تسريحة شعره التي عرفت (بالبقودية) وتعود قصتها إلى محض الصدفة ففي أثناء عمله في ورشة ناصر بشير لصناعة ابواب الحديد والجملونات، كانت عملية استخدام الزيت الراجع ملازمة لطبيعة عمله ودون قصد منه كان يقوم بحك شعره ومسحه ونتيجة لإختلاط الشعر بذلك الزيت أصبح شعره غزيراً بصورة ملفتة، وكان وقتها مولعاً بحضور الأفلام الغربية في سينما الوطنية أم درمان وأقتبس تلك التسريحة من خلال أحد أبطال تلك الأفلام.
وقام الفنان الذري بهندسة الشعر وعمل (الشقة) الشهيرة له ونتيجة لانتشار أغنياته صار مجموعة من الشباب يقومون بتقليده وسميت التسريحة فيما بعد بتسريحة إبراهيم عوض.
وأكثر ما كان يلفت الأنظار إليه اهتمامه بمظهره وهندامه وأناقته وعرف ايضاً في العصر الذهبي للأغنية السودانية الفنان حسن عطية الملقب بأمير العود واشتهر عطية بأناقته التي يشهد له بها الجميع وكان كلما سئل عن سر تلك الأناقة يقول إن السبب في أناقته هذه هي زوجته ست الجيل.
تقليعات شاذة
وضعنا على طاولة الناقد الفني والكاتب الصحفي سراج الدين مصطفي سؤالا مفاده إلى ما ذا يهدف الفنانين الشباب من هذه التقليعات الغريبة.
سراج اجابنا قائلا : شخصياً لا زلت اقف متأملاً ومعجبا بموقف الراحل وردي من أغنية بدور القلعة التي اعاد تلحينها الموسيقار محمد الامين وجعل منها لوحة موسيقية ذات ألوان متسقة ومتناغمة، هذه الأغنية حينما نجحت وتداولها الناس، أثارت غيرة محمد وردي الفنية، وهي بالطبع غيرة إيجابية جعلت وردي يقتطف قصيدة (قسم بمحيك البدري) من ذات حديقة الشاعر صالح عبد السيد(أبو صلاح) شاعر بدور القلعة وجوهرها .. فكانت أغنية قسم بمحيك البدري بكامل جمالها لحنيا وأدائيا .
وينفذ سراج إلى الموضوع قائلاً: قصدت ذلك الموقف لأحكي عن حالة الوسط في ذلك الوقت، حيث كانت الإضافة والتجديد على مستوى اللحن والمفردة، وعلى المستوى القيمي الذي يتسق مع التركيبة الاجتماعية السودانية.
وبمقارنة بسيطة مع ما يحدث اليوم–والكلام لا يزال للنعيم- من تقليعات شاذة نجد أنفسنا أمام ظواهر فارغة المحتوي والقيمة، وبدلاً عن التجديد والاضافة علي مستوى الأشعار والألحان نجدها علي مستوي (الكلاب) و(الماسك) وغيرها من التصرفات الطفولية التي لا تستند علي اساس ابداعي.
الحقيقة التي لا تقبل الشك أنهم بتلك التقاليع يعبرون عن فراغية تجاربهم وفقرها من المضمون الجاذب والمحتوي المدهش، لذلك من البديهي أن تفارقهم صفة الخلود والبقاء في وجدان الناس.