في الذكري الثانية.. تعدد ثورات واختلاف أشعار

الخرطوم : رندة بخاري
الحراك الشعري دائماً ما يكون متصلاً بالحراك الثوري، والمتتبع للأشعار التي جادت بها قريحة الشعراء في الثورات التي مر بها السودان بدايةً من اكتوبر وابريل وانتهاءً بثورة ديسمبر ، يجد ان ثمة اشعاراً استطاعت ان تحقق نجومية مازالت مستمرة إلى يوم الناس هذا ومنها الاكتوبريات.
دم الشهيد بي كم
في الذكرى الثانية لثورة ديسمبر المجيدة، تستدعي الذاكرة العديد من الشعارات التي لازمت حراك ديسمبر حتى سقوط النظام، ومنها على سبيل المثال قصيدة الشاعر ازهري محمد علي ( شاعر الثورة ) (دم الشهيد بي كم ولا السؤال ممنوع).. تلك القصيدة التي لم تتراجع نجوميتها، بل نجدها في ازدياد يوماً بعد يوم. وازهري قال انه كتب القصيدة في رمز النظام البائد وسعيد بانها كانت احد شعارات ثورة ديسمبر المجيدة.
ثقافة جيل
الموسيقار الماحي سليمان يرفض المقارنة ما بين اشعار ثورة اكتوبر وابريل وديسمبر. فقال ان لكل جيل من اجيال هذه الثورات ثقافته وظروفه، لذا لا يمكن ان نعقد مقارنة بينها وبين ثورة ديسمبر المجيدة التي قامت على ايدي الشباب وعبرت عن اغنياتهم واشعارهم وعن ثقافة جيلهم الحالي، ولا يمكن ان تمحو اشعار ثورة الثورة التي تليها.
لا نبايع بعد محمد رجلاً
الشاعر تاج السر عباس قال للنورس نيوز حول موضوعنا مثار النقاش: (من وجهة نظري ان من اجمل الاشعار التي كتبت كانت في ثورة مايو التي ايدها كثيرون عندما جاءت، وعندما حادت عن مبادئها ايضاً كتب فيها كثيرون، وانا احد الشعراء الذين مجدوا ثورة مايو، وبعدها كتبت للشعب السوداني معتذراً، وايضاً هنا لا بد من الإشارة إلى الشاعر الراحل محيي الدين فارس الذي كتب قصيدة رداً على احد المصريين عندما قال ان ثورة ابريل كانت صدفة، وقال له انها لم تكن محض صدفة)، وأضاف عباس قائلاً: (وايضاً الأكتوبريات احدثت اشعارها ضجة، ودونكم اشعار الشاعر الراحل فضل الله محمد، والمقارنة بين أناشيد الثورات لا اجد نفسي معها، لأن لكل ثورة ظروفها وثقافة جيلها وشعراؤها ايضاً) واردف قائلاً: (على كل حال نحن لا نبايع بعد محمد رجلاً).
عودة الغناء الوطني
الموسيقار محمد عجاج نظر إلى الموضوع من زاوية أخرى وهي اسهام حراك ديسمبر في عودة الأغنيات الوطنية إلى واجهة الاحداث، بعد ان كانت تشهد تراجعاً ابان النظام البائد، وقال للنورس نيوز : (الاغنية الوطنية قبل الثورة كانت بورصتها قد تهاوت إلى ان نجح الحراك واعادها إلى الواجهة)، مضيفاً: (سيادة الاغنية العاطفية على حساب الوطنية مرده إلى تدني الثقافة وافتقار الشباب إلى ابسط مقومات ثقافتهم السودانية، وعلى وجه العموم سيادة الاغنية الوطنية تعني ان حب الوطن غرس في نفوس الشباب، ويؤدي ذلك إلى الانفتاح على دور الموسيقى، وفي نهاية الامر الاغنية بكل ضروبها واستراتيجيتها لها دورها الفعال في الحراك الثقافي، اذ ليس المقصود من الغناء الاحتفالية فقط واثراء صالونات بيوت الاعراس فقط).