المؤمن مصاب.. هذا هو حال الغالبية العظمى من الشعب السوداني الذي انهك جسده النحيل التعب والغلاء وانعدام الخدمات في كل شيء، وصار لا يملك سوى رفع يديه لرب الكون ليخفف عنه مصابه، بعد ان يئس من حكومة فاشلة اذاقته الويل والعذاب، وأكدت له أنها تعيش في عالم آخر غير عالمه.
فشلت الحكومة التي يقودها عبد الله حمدوك في تقديم ما يشفع لها البقاء لليلة واحدة دعك من استكمال الفترة الانتقالية التي في تقديري بنهايتها لن يجد حمدوك وحكومته شعباً ليحكموه، فقطعاً سيهاجر القادرون على ذلك وترك أرضهم بعد ما عز عليهم العيش الكريم فيها، أما العاجزون فسيرحلون لدار الخلود والبقاء ليلاقوا ربهم بسبب الجوع والمرض والعجز، هذا الأمر في تقديري ماض بذات السيناريو في ظل استمرار فشل حكومة الثورة في القيام بدورها تجاه المواطن.
حولت الحكومة المواطن لحصالة تلجأ إليها كلما فشلت، فهي لا تبدع في التفكير سوى المزيد من الضغط عليه بمضاعفة أسعار كل ضروريات حياته، لدرجة اضحى سوق الله أكبر كل يوم هو في شأن، وزيادات متوالية في الأسعار مردها للزيادات التي تفرضها الحكومة على الوقود بمختلف أنواعه مما يضاعف أوجاع المواطن الذي كان يظن واهماً ان حكومته يمكن ان تعيد النظر في سياساتها الرعناء وتنظر إليه بعين الرحمة، لكنها للأسف لا تفعل ولن تفعل طالما ان أحد وزرائها يخرج للإعلام ليبشر الناس بزيادات مرتقبة في أسعار الوقود مثلما فعل وزير الطاقة.
نعم فاقمت جائحة كورونا أوضاع جميع الدول وزعزعت استقرار اقتصادياتها، ومع ذلك نجد أن هناك حكومات وقفت الى جانب مواطنها وخففت عليه وطأة الوباء، إلا حكومتنا التي لم تعر الأمر أي اهتمام، بل ظلت تضغط علي المواطن بكل قوتها حتى أنه لم يعد قادراً على الصراخ.
أثبتت حكومة حمدوك فشلها الذريع بعدما دمرت كل القطاعات الخدمية بغباء تحسد عليه، فصار المواطن يعاني في كل شيء، لا تعليم جيد ولا حياة كريمة، أما الصحة فهي خارج أولويات حكومة الثورة، فقد انهار القطاع الصحي بصورة مريعة جداً، فانعدم الدواء حتي المحاليل الوريدية وأدوية الرعاية الصحية الأولية خلت من الصيدليات، وإن وجدت فحتما سيجدها بأسعار مضاعفة يستحيل دفعها لغالبية أبناء الشعب السوداني الذين صاروا لا يملكون سوى دعاء رب العالمين رافعين أكفهم له سائلينه تعالى قائلين كورونا وحمدوك اللهم ارفع غضبك عنا.. اللهم امين يا رب العالمين.