اذا عرف السبب _ اتفاق (البرهان / الحلو) _ أسامه عبد الماجد
بعيداً عن الجدل الدائر منذ سنوات وفي كل جولة مفاوضات حول علاقة الدين بالدولة.. فان توصل رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان مع (الشعبية شمال) لاتفاق بذات الخصوص.. يفتح الباب لقراءة علاقة العسكريين بالمدنيين ومستقبل الحكم في البلاد.
قد يقول قائل من أين يستمد البرهان كل هذة القوة ؟.. يلتقى رئيس وزراء اسرائيل ،وتكتمل عمليه التطبيع .. ولا (تخربش) وجدان الشعب السوداني.. حسبما اعتقد الكثيرين أوكما روج البعض.
ويتوافق مع (حركة الحلو) .. رغم ان رئيس الوزراء عبد الله حمدوك سبقه .. الا أنه تحاشى المجاهرة بـ (الفصل).. ومع ذلك يمكن تفسير تحركات البرهان رضوخاً للخارج .. وتحديداً اللوبي الصهيوني.
من الواضح وجود تنسيق عالي ،وتفاهماً كبيراً بين العسكر والمدنيين .. وصل مرحلة التحالف .. لا طرف يتربص بالأخر أو يخشى أن تغرس سكيناً في ظهره.
بدأ التفاهم مبكراً بانفرادهما بالحكم عقب فض الاعتصام .. ميدان الاعتصام كان أكبر عقبة أمامهما .. كان يمكن أن يحول بينهما والسلطة .. وهو أخر بارقة أمل للاسلاميين كان يمكن أن يعودوا عبره للحكم.
أقدم البرهان على ما أقدم عليه لعدم وجود جماعة ضغط يمكنها زراعة الغام في طريقه .. توقفه أو تدفعه للقيام بـ (خطوات تنظيم) أو (للخلف دور).. مثل البرلمان الذي لايوجد أدنى حماسة لتشكيله.
كما لم يعد لـ (لوبي المساجد) – والتسمية من عندي – أي تأثير في قرارات القصر كما كان يحدث مع الرئيس السابق المشير البشير.. فضلا عن أن البرهان في حل من أي التزام اخلاقي أو سياسي تجاه جماعه أو حزب تتحكم في مصائر قراراته.
الأهم من ذلك أن التطبيع كسر حاجز الرهبة لديه .. بل ابعد الخوف من الحكومة نفسها وجعلها ترفع الدعم عن أي شئ .. بل دفع جهات لرفع الستار عن (الاباحية).
قطع البرهان بخطوته الطريق أمام التيار المتشدد داخل (قحت) الذي يراه ورفاقه يمثلون اللجنة الأمنية للنظام السابق، لا شركاء حكم .. ويتوقع أن تتولى قحت – وربما للمرة الاولى – الدفاع عنهم.
تحركات البرهان تضمن له استمرار شراكة العسكر في السلطة .. مع البقاء على كرسي رئاسة الفترة الانتقالية .. حتى لو تم تمديد أجلها وهو المرجح .. بل قد يضمن البرهان ترشحه للرئاسة لو تم اللجوء لانتخابات .. خارجياً ، سيحظى الجنرال بتعامل جيد من الغرب الاوربي أو الامريكي.
بالنسبة لعلاقة البرهان بالدعم السريع تبدو بعكس مايروج له بوجود خلافات بينهما.. مصلحة الدعم السريع في التواجد في خندق الجيش .. وقائد الدعم السريع أكثر من غيره يعلم ذلك .. لأنه لو خرج من (حزية) الجيش سهل جداً اقتناصه.. (أقصد سياسياً).
يلاحظ تفاهماً بينهما .. قائد الدعم السريع يتأبط ملف السلام – رغم ضعف ادارته له – .. بينما يتولى البرهان استكماله مع الشعبية شمال.. حتى بين العسكر أنفسهم ،هناك تبادل واضح للادوار يخرج الفريق أول شمس الدين كباشي، مقللاً من اتفاق (حمدوك/ الحلو) وتكون المباركة عندما ينجز البرهان المهمة.
حسناً .. قد تكون نهاية دور البرهان بالتطبيع والاتفاق مع الشعبية .. مما قد يغري المدنيين بالتخلص منه.. لكن البرهان (رمى قدام) و (آمن) ظهره بالجبهة الثورية التي تثق في حملة (الكلاش) لا مثيري (النقاش) .. حملة (الدانه) لا أصحاب العبارات (الرنانه).
ومهما يكن من أمر .. هذا بشأن (الدين) ، ماذا عن (العجين).. الخبز ومعاش الناس؟
الدين قبل العجين
ومقالك انت العجين