سنظل نحذر حكومة الدكتور عبدالله حمدوك وقيادات قوى الحرية والتغيير من التمادي في صناعة الجوع ومخاطر التردي الماثل في حياة المواطن وقد احالت الازمات حياته الي جحيم لايطاق.
للاسف مافتئت حكومة الثورة تقترف ذات الأخطاء التي ذهبت بحكم الإنقاذ ، مازلنا نطالب حكومة الدكتور حمدوك بأهمية التركيز على معاش الناس والتصدي بشجاعة وحزم لازمات الكهرباء والوقود والخبز ووقف التدهور المتسارع في قطاعات الصحة والتعليم والمياه، ونترجاها لفعل كل ما من شأنه الحفاظ على استقرار الفترة الانتقالية حرصاً على الوطن وخوفاً عليه من المآلات الخطيرة التي يمكن أن تحدث حال فشلنا في إنهاء هذه المرحلة بسلام.
توسلنا لهم ومازلنا ننادي أن حيّ على الاهتمام بمعاش الناس وتحقيق التصالح الوطني لعبور مطبات الراهن السياسي وإنهاء الاحتقان الماثل والتصويب على البناء بدلاً عن الانصراف للانتقام وتصفية الحسابات وتنفيذ الأجندة الحزبية الضيقة لكنهم مازالوا يتمادون في اهمال قضايا المواطن الحقيقية.
واليوم تضيق الارض بما رحبت وتبلغ ارواح السودانيين الحناجر دون ان يقطفوا ثمار التغيير الذي بذلوا فيه الغالي والنفيس ، اذا لا خبز ولا وقود ولادواء ولا غاز مع انقطاع غير مسبوق في المياه والكهرباء وتدهور مريع في المستشفيات واماكن تقديم خدمات الصحة ،وانعدام في الامن وتزايد معدلات جرائم القتل المرتبطة بالسرقات وارتفاع الاسعار الي ارقام فلكية .
هل سمعتم ايها الحكام بما يعانيه الناس في رحلة البحث اليومي عن لقمة العيش الكريمة، هل زرتم الاسواق ، ووقفتم علي من يموتون بحثا عن الادوية والمستشفيات، هل تعلمون شيئا عن ما تخلفه قطوعات الكهرباء من جحيم طال حتي الجثث في المشارح ، بعد ان تحللت وخرجت رائحتها من بين مسام المباني تزكم الانوف وتنبئ عن واقع خطير وحقير لم يسلم منه الاحياء والاموات علي حد سواء…
هل حدثوكم عن العطش الذي كاد ان يقتل الناس والكهرباء توقف دوران ماكينات التقوية فيستبد الظمأ بالمواطنين مع ارتفاع درجات الحرارة وانقطاع الكهرباء لمدة تتجاوز الاثني عشر ساعة.، هل تعلمون شيئا عن معاناة المواطنين في المواصلات،
تري من يعين الناس علي تحمل فواتير الخدمات الباهظة في ترخيص السيارات والحصول علي الوثائق الثبوتية خاصة الجواز الذي يستخرج الان بشق الانفس لان الدولة غير قادرة علي شراء مدخلات انتاجه،
هل يستحق السودانيون هذا الواقع المزري نظير تفجيرهم لاعظم ثورة جاءت بحكام اداروا ظهورهم لمعاناة الناس بعد ان بلغوا مراقي السلطة وتولوا المناصب وحصلو علي الامتيازات.
مازلنا نحذرهم __ من الغلاء وصناعة الجوع وانهيار الخدمات ، فعلنا ذات الذي مارسناه مع الإنقاذ عندما نصحناها بعدم التهوين من المظاهرات وأنين الناس تحت وطأة الظروف المعيشية التي لاترحم، فعلنا ذلك في العهد السابق وسنفعله اليوم ليس من باب الحرص على أحد وإنما رأفة بهذا الوطن من مواجهة الضياع والقفز في لجة المجهول، لكن الإنقاذ لم تستبن النصح حتى (حدث ما حدث)، وهاهي حكومة التغيير تقرأ من ذات الكتاب وتدخل البلاد في مواجهة دوامة جديدة من الضياع وعدم الاستقرار.
*صحيفة اليوم التالي*