زفرات حرى _ عندما تتبرج الخيانة! _ الطيب مصطفى

يخوض السفير الدكتور كمال حسن علي مساعد الامين العام للجامعة العربية ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بالمنظمة هذه الايام حربا لا هوادة فيها شنها يساريو قحت وشيوعيوها من خلال لجنة الظلم والتشفي والذين ارتكبوا في حق السودان وشعبه ، من الظلم ما اقسم عليه انه لم يحدث منذ الاستقلال.. قضية خاسرة افتعلوها ضد كمال بلا ادنى سبب غير (فش غبينتهم) وحقدهم الدفين في رجل انظف منهم واطهر مئة مرة.
هؤلاء السفهاء الذين احالوا الفترة الانتقالية الى انتقامية نسوا انهم كانوا يتمرغون في نعيم النظام السابق حتى اخر يوم من عمره ، وما إن سقط حتى قلبوا له ظهر المجن فاعملوا اسيافهم في من احسنوا اليهم ، وليس ادل على ذلك من الحزب الشيوعي الذي اقام مؤتمره العام الاخير في قاعة الصداقة بحضور د.نافع علي نافع فاذا به يمارس حقده الاسود ويطبق نظرية (الصراع الطبقي) في خصومه السياسيين!

اكثر ما يؤلم ان هؤلاء استهدفوا خصومهم السياسيين الذين يشغلون مناصب رفيعة في المنظمات الاقليمية والدولية حتى ولو كان السودان يفقد بفقدانهم تلك المناصب خيرا كثيرا ومواقع محترمة ترفع من شأن وطنهم وتمكن له في الساحات الدولية.

احيلكم الى مقال كتبه الاستاذ حامد النعيم جماع لتعرفوا حقيقة من يتولى منصب رئيس وزراء السودان ، والذي كتبنا حول مخازيه ما كان كافيا لأن يودعه السجن المؤبد بتهمة الخيانة العظمى ، ولكن ماذا نقول غير ان السودان للاسف انحط في غفلة من الزمان الى درك سحيق لم يبلغه منذ خلق الله ابانا آدم عليه السلام:

وضاعة وعدم حياء وخيانة وطنية!

كسوداني لن يهمني من يحكم السودان ، وكنت اضع آمالا عريضة على التغيير الضخم الذي حدث بالسودان ، وانه سيكون مناسبة عظمى تلم الجميع تحت سقف الوطن الواحد لننهض بالبلد ، ولكن تأكدت الآن ان السودان اختطفته عصابة يديرها الحزب الشيوعي السوداني ومفصولوه ، لقد حولوا كل شيء للاسف الشديد لمصلحتهم ولتصفية خصومهم وليس لمصلحة السودان.
ظللت منذ سنتين اتابع كل ما يحدث بالسودان بدقة ، وكل السودان يعرف ما وصلنا إليه من ترد وانحطاط ، لكن أربعة حوادث لها علاقة بوجود السودان في المنظمات الدولية ، وهو مجال عملي ، وفي مناصب غير مسبوقة في تاريخه لفتت انتباهي لقمة جبل جليد مصيبتنا في السودان ويمكن تلخيص تلك الحوادث في الآتي :

(١) من المعلوم الآن ان السيد موسى فكي مفوض الاتحاد الأفريقي قد التقى لأول مرة في حياته برئيس الوزراء الحالي عبدالله حمدوك في منزل السيدة أميرة الفاضل في وليمة بمنزلها.

وكان عبدالله حمدوك وزوجته ، بحسب كثيرين من الزملاء ، اصدقاء مقربين من السيدة اميرة الفاضل ، ويترددون على منزلها كثيراً ، و تعد اميرة اول مسؤول في تاريخ الدولة السودانية ينال هذا المنصب الرفيع ، وهناك في منزلها تعرف حمدوك على قيادات حكومية بارزة مثل بروفيسور غندور ودكتور مصطفى عثمان اسماعيل والصحفي السوداني محمد جمعة نوار وآخرين.

وهو عائد للسودان لتسلم أعباء منصبه رئيساً للوزراء ترك حمدوك وزوجته بعض متعلقاتهم بمنزل السيدة أميرة الفاضل كأمانات وذلك بحكم ما بينهم من صداقة اسرية.

تجلت الوضاعة في اقبح واحط صورها حين أصبح عبدالله حمدوك رئيساً لوزراء السودان ، وفي أول زيارة له لأديس أبابا ذهب لمفوض الإتحاد الأفريقي السيد موسى فكي في مقر المنظمة وطلب منه إقالة السيدة/ أميرة الفاضل !!

أرأيتم بالله عليكم الاخلاق؟!

لم يصدق موسى فكي ما سمع ، فقال لحمدوك : إنه لا يصدق أنه يعني ما يقول ، وذكره بأن أميرة الفاضل هي التي عرفتنا بك ، وأخبره بعد تقريعه ، أنه لا يستطيع إقالتها لأنها تولت منصب مفوض الشؤون الإجتماعية بجدارة بعد انتخابات ماراثونية وصعبة وأحرزت أصوات 52 دولة من بين 56 دولة هم مجموع أعضاء الإتحاد الأفريقي ، ومن ثم فقمة المنظمة فقط هي التي يمكن أن تقيلها بالتصويت ضدها، وقال فكي لحمدوك إنه يستغرب عدم إلمامه بهذه البديهيات ، وكون أن مجال عمله كان شؤون الافراد فقط ليس عذراً لمن عمل في منظمات ، وكان مقيماً في أديس أبابا مقر الإتحاد الأفريقي!
أردف فكي محذراً حمدوك أنه لو تمت إقالة السيدة أميرة الفاضل من قبل القمة فالمؤكد أن المنصب لن يكون من نصيب السودان ، وهي شخصية مؤهلة وذات خبرات وتم تقييم اداءها على انه متميز داخل الإتحاد الأفريقي ودوله .
لم يكتف حمدوك بهذه الفضيحة ، بل قامت وزيرة خارجيته ، تلك المرأة المثيرة للشفقة أسماء عبدالله بنفس المهمة المخجلة واللا وطنية وقوبلت بنفس الردود وعادت بخفي حنين.
لم يكتف الحزب الشيوعي ومنسوبوه بتحريض حمدوك
والمسكينة أسماء فقد زارت الخرطوم السيدة / بينيتا ديوب وهي سنغالية الجنسية ومسؤولة عن قضايا الجندر فتجمعت الشيوعيات ناهد جبر الله وإحسان فقيري وهالة الكارب وشيوعيات أخريات من منظمة ” منسم ” الشيوعية ، وطالبنها في خطاب حول مطلوبات تمكين المرأة في السودان وفي أول بند به بإقالة أميرة الفاضل المنتخبة من منصبها بالإتحاد الأفريقي! انتفضت السنغالية ديوب واحتجت على تصرفهن الذي وصفته بأنه مشين ولا علاقة بطلبهن بقضية دعمهن داخلياً وتطوير قدراتهن كنساء ، وقالت لهن إنها جاءت الخرطوم بعد رجاء من أميرة الفاضل لمعرفة ماذا تريد المرأة السودانية ، وأن أميرة من أكفأ من عملت معهن طوال حياتها ، وقالت لهن إنها لن تحمل خطابهن مالم يسحبن بند إقالة أميرة !!! يا جماعة هل تصدقوا أن حديث أعضاء الوفود الأفريقية والعاملين في منظمة الإتحاد الأفريقي أن : ” السودانيين حسودين ؟! يا للهول!

أمس طلبت قمة الإتحاد الأفريقي من السيدة أميرة الفاضل الاستمرار في منصبها لسبعة شهور لعدم وجود بديل ، مع الإشادة بانجازاتها ومن بينها ما بذلته في مكافحة جائحة كورونا التي استفاد منها السودان ، وحرص حمدوك و أكرم كرونا على عدم ذكرها لما جلبت للسودان معدات واجهزة لمكافحة كرونا من الصين ، ويقال والله اعلم أن أكرم ومن معه من الشيوعيين في وزارة الصحة باعوها لمستشفيات خاصة !!!!!

(٢) لم يتوقف حقد حمدوك ، ولم يتعلم من إحراج الإتحاد الأفريقي له بشأن أميرة ، فالرجل بارد بصورة محيرة ، فكتب لمدير عام منظمة الصحة العالمية الإثيوبي مطالباً بإقالة كبير مستشاريه دكتور مصطفى عثمان إسماعيل!
و رد مدير منظمة الصحة العالمية على حمدوك أن دكتور مصطفى يعمل مستشاراً في مكتب المدير العام وهي وظيفة من صلاحيات المدير العام وخارج حصص الدول الأعضاء !!! ومرة أخرى ظهر جهل الخبير الدولي حتى بنظم المنظمات التى كان يعمل بها!

(٣) اجتمع حمدوك ومعه أسماء المسكينة بأبوالغيط أمين عام الجامعة العربية وطالباه بإقالة مساعد الأمين العام للجامعة السوداني د.كمال حسن علي.. أبو الغيط قال لحمدوك إن السودان سيفقد المنصب لو اقيل كمال حسن علي فقال له حمدوك إن السودان ليس حريصا على المنصب !!!!! وجود سودانيين في قمة الكفاءة في منظمات دولية يعود بالنفع على السودان ولكن المرض غرض.. يا لحسرة السودان.

(٤) أخيراً إتصل عمر قمرالدين وزير الخارجية المكلف ، وبتوجيه من رئيس الوزراء منسوب الحزب الشيوعي بالأمين العام لجامعة الدول العربية طالباً إقالة أو عدم التمديد للعالم دكتور الدخيري المدير العام للمنظمة العربية للتنمية الزراعية.

أمين عام الجامعة العربية رد على عمر قمر الدين أنه إذا تمت إقالة دكتور الدخيري أو عدم التمديد له فمنصب المدير العام لن يكون من نصيب السودان فقال له عمر قمر الدين : إن السودان ليس حريصاً على المنصب!

سؤال : هل مرّ على السودان بشر ممتلئون بكل ذلك الحقد وكل هذه الكراهية بل كل هذا الجهل والغباء وهذه الخيانة للوطن؟! المفارقة أن عبدالله حمدوك شخصياً كان مرشح السودان خلال العهد السابق لثلاث مناصب دولية ، من بينها رئاسة الكوميسا ، وكان ضيفاً ثابتاً على سفارات النظام السابق والتي كانت تدعمه لانه سوداني ويعمل في منظمات دولية ، كان ظن المساكين مثالياً ، وتصوروا ان الرجل فيه قطرات دم من الوطنية وقليل اخلاق او حصافة ..لكنه كان وما زال وسيظل مجرد قزم .

هل سمعتم أن عبدالله حمدوك طيلة عمله في المنظمات الدولية كان سبباً حتى في حفر بئر ليشرب منها اهل منطقته ؟؟
هؤلاء الناس منزوعين بركة

حامد النعيم جماع
اليونيدو

Exit mobile version